أعربت خليدة تومي، وزيرة الثقافة، لدى إشرافها على افتتاح المؤتمر العشرين حول الآثار والتراث الحضاري في الوطن العربي، صبيحة البارحة، بفندق الهليتون، عن رغبة الجزائر في دعوة منظمة اليونيسكو لعقد ندوة حكومية عليا للبحث في إشكالية التوفيق بين المنطق الاقتصادي ومتطلبات الحماية والحفظ التراث، من أجل سياحة ثقافية متوازنة. ودعت الوزيرة المشاركين العرب، إلى مساعدة فلسطين ماديا وبشريا لتعزيز مكانتها الحديثة في اليونسكو، وعدم الاكتفاء بالخطابات. قالت خليدة تومي، في معرض كلمتها ''إن انضمام دولة فلسطين إلى منظمة اليونسكو، يستوجب منا تخصيص حيز للنقاش حول السبل الكفيلة لمواكبة هذا المكسب الرائع، وتمكين فلسطين من تحقيق الأهداف المرجوة''، وعلقت المسؤولة ذاتها، في اليوم الأول من أشغال المؤتمر العشرين، الذي يستمر إلى 15 مارس الجاري، وقالت :''إن فلسطين ليست شعارا بل قضية، وهي وطن وشعب يحتاج إلى إمكانيات بشرية ومالية، لهذا أنتظر من الخبراء تسطير سياسات دقيقة لتحقيق أهداف الانضمام'' .كما حيت تومي ''شجاعة'' المديرة العامة لليونسكو حينما لم ترضخ للضغوط الأمريكية الإسرائيلية المعارضة لدخول فلسطين كعضو كامل الحقوق . لفتت تومي انتباه الحضور، إلى أن المشاركة العربية في اللجنة العالمية للتراث، حيث حازت الجزائر على العضوية، ''ضئيلة''، وتحتاج إلى حركية أكثر، مشيرة في سياق آخر إلى أن السياحة الثقافية يجب أن تثمن الإبداعات المحلية قبل كل شيء، لتلحق فكرتها بالقول :''إن المنطق الاقتصادي الذي يشكل جزءا من الأبعاد المرجوة في ترقية السياحة الثقافية، لا يجب أن يشكل المنطق الوحيد الذي يحدد السياسات المعدة في سبيل تطويرها''، في إشارة منها إلى أهمية ''المنطق المتصل بحماية التراث الثقافي والموروث الحضاري لتوصيله للأجيال''. كريم الهنديلي، متخصص برنامج بوحدة الدول العربية بمركز التراث العالمي وممثل مديرة اليونسكو، قرأ رسالة بوكوفا، حيث جددت التزام المنظمة بدعم التنمية المستدامة للدول العربية العضوة، توفير خبراء وشركاء ذوي تجربة لضمان وحماية المواقع والحد من المتاجرة بالآثار، كما هو الحال في العراق سابقا وليبيا حاليا. وفي الإطار نفسه، تحدث وزير الثقافة التونسي، الهادي مبروك، عن سنة 2011 التي كانت في نظره ''سنة الخلاص من الأنظمة المستبدة وسنة فاجعة السطو على التراث''، حيث عرفت تونس وليبيا، حسبه، ''موجة من السرقات والنهب لتماثيل ولوحات فسيفسائية، ومتاجرة وابتزاز وتشويه''، مشيرا إلى عمليات قصف حلف الناتو على الأراضي الليبية التي تسببت في تدمير أكثر من موقع حضاري، ما يبرز إشكالية المؤتمر العشرين، الذي سيبحث خبراءه كيفية إنقاذ ما بقي من تراث ثقافي، وطرق استعماله كأداة للتنمية وللتربية في آن واحد. دعوة وزيرة الثقافة خليدة تومي، لمنظمة اليونسكو لعقد اجتماع طارئ حول التوازن بين الحاجة الاقتصادية والضرورة الثقافية، يدخل في هذا الإطار أيضا، وقد اتفقت معها دينا الطاهر، الوزيرة مفوضة لدى الجالية العربية، التي شددت في تدخلها على التحديات التي يواجهها الوطن العربي، وأعلنت عن مشروع ميثاق عمل في مجال التعاون في الثقافة السياحية .بينما صرحت حياة قطاط القرمازي، على لسان الأمين العام للاليسكو، قائلة :''بعد الأحداث المؤلمة التي ألمت بليبيا، وتواصل الاعتداء الإسرائيلي على القدس، ومخطط تهويد المنطقة، وتزوير التاريخ ليكون مؤيدا للمخططات الإسرائيلية تحرض المنظمة على وضع القدس في صدارة دورتنا العشرين''.