أوضحت وزيرة الثقافة خليدة تومي أن انضمام دولة فلسطين إلى منظمة ”اليونسكو” يستوجب من الدول العربية تخصيص حيز من النقاش حول السبل الكفيلة لمواكبة هذا ”المكسب الرائع”، وتمكين فلسطين من تحقيق الأهداف المرجوة من خلال هذا الانضمام· وقالت تومي في الكلمة التي ألقتها أمس لدى افتتاحها أشغال الدورة العشرين لمؤتمر الآثار والتراث الثقافي في الوطن العربي بحضور وزير الثقافة التونسي وممثلين عن منظمتي ”الأليسكو” و”اليونسكو”، أن الجزائر التي تحتضن المؤتمر للمرة الثانية بعد الرياض، لا تدخر جهدا في سبيل تفعيل العمل العربي المشترك على غرار كل الدول العربية· وأكد وزيرة الثقافة أن الموضوع الأساسي للمؤتمر يستوقف الدول العربية حول إشكالية ترقية السياحة الثقافية التي لا تتأتى إلا من خلال التكفل الأمثل بالتراث الثقافي المادي وغير المادي الذي يعد حافزا أساسيا تتوقف عليه السياحة الثقافية· ورأت تومي أنه من حظ الآثار والتراث الحضاري والثقافي أنه يكتسي طابعا علميا ما يؤهله لخوض النقاش على ضوء التجارب المتباينة· وتناولت المتحدثة مثالين عن الجزائر، أحدهما سلبي يخص المسعى الهادف لترقية السياحة الثقافية، ويتعلق الأمر بفندق بني في موقع أثري وتاريخي بولاية وهران· أما الثاني فيتعلق بتحويل مسار ”مترو الأنفاق” بالعاصمة من خطه الأصلي، وذلك حفاظا على موقع أثري ب”ساحة الشهداء” في العاصمة واستبداله بمسار آخر بفضل جهود قطاعي الثقافة
والنقل·
في السياق ذاته، أكدت ممثلة المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ”الأليسكو” حياة قطاف أن موضوع السياحة والآثار يتطلب العناية والبحث، خاصة في ظل راهن الدول العربية، وما يحدث من أزمات وحروب في ليبيا والعراق والقدس· وأوضحت المتحدثة أن المنظمة تحرص على إدراج قضية القدس ضمن برنامجها للحفاظ على تراثها المهدد بالنهب والتخريب· من جانبها، أكدت ممثلة جامعة الدول العربية دينا ظاهر أن الجزائر تهتم بالتراث فهو ركيزة أساسية لكافة الدول العربية، مضيفة أن الجامعة تواصل جهودها للنهوض بالتراث العربي وتعزيز الثقافة السياحية في المنطقة من خلال إبراز تاريخها وتراثها العريق·
من ناحية أخرى، ممثل منظمة ”اليونسكو” كريم الهنديلي عن الثقافة السياحية والتراث باعتباره مكسبا هاما، حيث إن منظمة ”اليونسكو” تكرس كل جهودها لمساعدة الدول على صيانة آثارها خاصة في العراق وليبيا، وهو ما يفرض، حسبه، ضرورة التفاعل مع الاتفاقيات والقرارات التي أعدتها المنظمة الأممية مع واجب احترامها· أما وزير الثقافة التونسي مهدي مبروك، فتطرق إلى حجم الانتهاكات الممتدة إلى المواقع الأثرية التي قصفها ”حلف شمال الأطلسي” في ليبيا والعراق ولم يحترمها، وقال إن التراث هوية أي أمة وهو درس ”بيداغوجي”· كما أن تونس اليوم بحاجة إلى استرجاع تراثها كله لا جزء منه، وحمايته من السرقة والتلاشي، على حد تعبيره·