أشرفت يوم أمس وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي بفندق الهيلتون على افتتاح الدورة العشرين لمؤتمر الآثار والتراث الحضاري في الوطن العربي.ودعت في كلمتها منظمة اليونسكو لعقد ندوة حكومية للبحث في اشكالية التوفيق بين متطلبات التنمية الاقتصادية ومتطلبات حماية وحفظ التراث الثقافي. وأكدت الوزيرة أمام الوفود المشاركة من الدول العربية أهمية موضوع المؤتمر الذي يتناول قضايا الآثار والسياحة والثقافة في الوطن العربي، داعية الحضور لتخصيص جانب من النقاش لمسألة انضمام دولة فلسطين إلى منظمة اليونسكو والسبل الكفيلة لمواكبة هذا المكسب وتمكين فلسطين من تحقيق الأهداف المرجوة من خلال هذا الانضمام. كما تطرقت السيدة الوزيرة إلى الجهود التي بذلتها الجزائر في سبيل تفعيل العمل العربي المشترك، منتقدة ضعف الحضور العربي في لجنة التراث العالمي. كما أكدت الويرة أن ترقية السياحة الثقافية لا تتأتى دون ثقافة أصيلة والتكفل الأمثل بالتراث المادي وغير المادي وإنتاج ثقافي متميز وأصيل. واستعرضت السيدة تومي تجربة الجزائر في صيانة وخدمة التراث واعترفت بوقوع حالة سلبية سنة ,1996 حيث تم بناء فندق بمدينة وهران على موقع أثري وهو قصر الباي، ومن المبادرات الايجابية التي تخص الحفاظ على تراثنا الثقافي وآثارنا فإنه تم تحويل مسار مترو الأنفاق بالعاصمة عن خطه الأصلي حفاظا على موقع أثري بساحة الشهداء واستبداله بمسار آخر، كما تم تحويل مسار مشروع انجاز مركبة هوائية للنقل العمومي عن خطه الأصلي بمدينة قسنطينة حتى لا يعبر سجن الكدية المعلم التاريخي ذي العلاقة بثورتنا الخالدة. وخلصت الوزيرة إلى أن ترقية السياحة الثقافية لا تتأتى إلا من خلال تكامل المنطق الاقتصادي والمنطق الثقافي. أما وزير الثقافة التونسية السيد مهدي مبروك فاستعرض في تدخله الاضرار التي لحقت بآثار بعض الدول العربية من سطو ونهب وابتزاز والمتاجرة غير الشرعية كالعراق وليبيا على الخصوص. كما أكد أن العالم العربي فجع في تراثه الذي هو تاريخه وهويته، والعالمي العربي -يضيف الوزير- ورشة كبيرة نتلعم منها حوار الحضارات والتثاقف ولهذا ينبغي علينا أن نسترجع تراثنا كله لا جزء منه فقط وأن نحميه من السرقة والتهميش. أما السيدة حياة قطاط فقد قرأت كلمة المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم مؤكدة أن موضوع الندوة يتطلب الدراسة والبحث في كل ما يتعلق بالمخاطر التي تهدد المباني والمعالم جراء الاعتداءات والصراعات والحروب مثل المواقع الأثرية بليبيا والقدس التي تتعرض إلى التهويد والحفر من تحتها بمبرر البحث عن آثار اليهود القدامى. أما ممثلة جامعة الدول العربية الدكتورة دنيا الظاهر فقد شكرت الجزائر رئيسا وحكومة وشعبا على استضافتها للندوة وفي ذات الوقت استعرضت الملتقيات السابقة منذ أول ملتقى انعقد بدمشق سنة 1947 ومنذ أن تقرر سنة 1964 إنشاء المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم. وقد تميز اليوم الأول بتنظيم ثلاث جلسات علمية حول التراث الأثري في الدول العربية على خلفيات تحولات 2011 والموقف التنفيذي لتوصيات الدورة ال19 لمؤتمر الآثار والتراث الحضاري. وتناولت الجلسة الثالثة والأخيرة الموضوع الرئيسي المتمثلة في الآثار والسياحة والثقافة. كما يخصص نهار اليوم (اليوم الثاني) للورشات الأربع التي أقرها المؤتمرون في ملتقاهم هذا لاستخلاص التوصيات التي تتمخض عن الملتقى.