غاب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة عن أشغال المؤتمر الحادي عشر لمنظمة المجاهدين، بعدما كان الجميع يعتقد حضوره، وسط غضب متعدد الأسباب للمجاهدات· ورغم ذلك بقي بوتفليقة رئيسا شرفيا للمنظمة بتزكية جديدة من المؤتمر، ووجه رسالة قرأها نيابة عنه ممثله محمد الشريف عباس وزير المجاهدين، أهم ما فيها أن تكون ''منظمة المجاهدين قلعة منيعة ضد تشويهات التاريخ بالكتابات الرعناء''، وأن ''يشارك الجزائريون بكثافة في الانتخابات المقبلة لتجسيد الوطنية عند كل جزائري''· شهد المؤتمر الحادي عشر للمنظمة الوطنية للمجاهدين حدثا بارزا، هو انتفاضة المجاهدات المنتدبات للمؤتمر، على مرتين، الأولى عندما غابت أسماؤهن عن تشكيلة مكتب تسيير المؤتمر، والثانية عندما لم يرد اسم واحد من أسمائهن ضمن قائمة المجاهدين ال 19 من كبار معطوبي حرب التحرير والمحكوم على بعضهم بالإعدام الذين كرموا، على هامش الجلسة الافتتاحية للمؤتمر· ونقلت المجاهدات غضبهن إلى غاية المنصة حيث وزير المجاهدين شريف عباس ورئيس المنظمة المرشح لخلافة نفسه عليها سعيد عبادو· وتكفل سعيد عبادو بكبح ''انتفاضة'' المجاهدات، بأن نفى أن يكون أعد هو أو المنظمة قائمة المكرّمين، كاشفا أن القائمة ''أعدتها الرئاسة''، موضحا للمنتفضات أن ''رئيس الجمهورية كان قد كرّم بعضهن في التفاتة خاصة بمناسبة الثامن مارس الماضي، باعتبار التاريخ عيدا للمرأة''، إلا أن بعضهن لم تستسغن التبريرات، مؤكدات أن التكريم داخل المنظمة اعتراف أثقل بمشاركة المرأة في الثورة التحريرية وبالدرجة نفسها التي شارك بها الرجل، بينما خارج ذلك يعتبر تكريما لها كامرأة وليس كمجاهدة''· عبادو: سيدي الرئيس نحن في حاجة إلى توجيهاتكم تميز افتتاح الجلسة الأولى من المؤتمر الذي تنتهي أشغاله اليوم بانتفاضة أولى للمجاهدات سبقت انتفاضة ''التكريم''، بسبب إقصاء النساء من مكتب تسيير المؤتمر· وقالت بعضهن إن النساء الجزائريات خدمن الثورة بكل الأشكال التي خدمها بها الرجال، مبديات غضبهن دون الإضرار بأشغال المؤتمر أو عرقلتها· وقال سعيد عبادو، في كلمة افتتاح المؤتمر، إن ''المجاهدين عازمون على الوقوف إلى جنب بلدهم في المرحلة الجديدة''، مشيدا بالإصلاحات ''التي بادر بها الرئيس المقتدر وصاحب البصيرة النافذة''، على حد وصفه، مضيفا ''لكن سيدي الرئيس إن إخوانكم يتطلعون إلى الاسترشاد بتوجيهاتكم، وهم يقبلون على هذه التحولات وفي خضم التفاعلات''· وكان من اللافت في هذا المؤتمر، تغييب مطالبة فرنسا بالاعتذار، كما سبق وأن صرّح بذلك سعيد عبادو فرديا في العديد من المناسبات· كما لم يأت خطاب الرئيس عبادو منسجما مع توجهات عدد كبير من المجاهدين المطالبين بقانون يجرم الاستعمار، خلال أهم مناسبة وإطار للتعبير عن ذلك، وهو مؤتمر منظمة المجاهدين· بوتفليقة··على المنظمة أن تكون قلعة ضد الكتابات الرعناء وفي الكلمة الرئاسية التي ألقاها وزير المجاهدين محمد شريف عباس، قال عبد العزيز بوتفليقة الذي حظي بتزكية جديدة لعهدة رئاسية شرفية، إن المنظمة ''أدت ما عليها''، معتبرا إياها العين الساهرة على التحولات· وقال أيضا إنه يتحدث للمجاهدين ''اليوم براحة بال أكثر مما مضى، بسبب الاستجابة لمطالب واسعة من شريحة المجاهدين بتوفير العيش الكريم ومضاعفة الهياكل وتحسين المساعدات لهم ولذوي الحقوق، واعدا أنه سيواصل على نهج توفير ما أمكن من الراحة لهم لقاء ما قدموه لبلدهم''· وقال الرئيس إن الإصلاحات التي تعرفها البلاد لن تقطعه عن التواصل مع المنظمة· في سياق متصل، دعا بوتفليقة بالمقابل إلى أن تقف المنظمة ''كقلعة من قلاع المادة التاريخية الصرفة المساعدة على كتابة تاريخ مضاد للتشويهات والكتابات الرعناء، ذلك أن أمة بلا تاريخ أمة بلا مناعة''· ودعا إلى اغتنام الوقت ومضاعفة الجهد لكتابة تاريخ المقاومة والثورة والحركة الوطنية، ''فكلما دفنا مجاهدا دفنا معلومة وحقيقة بدون توثيق أو تسجيل''· وفتح الرئيس في الرسالة مجالا لنفسه للحديث عن الإصلاحات والغاية منها بقوله ''المجلس التشريعي المنتظر آلية لتوفير أفضل الشروط للتقدم''، وأضاف ''الوطنية قريبة من المواطنة الصالحة التي تتجلى في تحمل المواطنين مسؤوليتهم بالمشاركة المكثفة في المواعيد الانتخابية القادمة''·