لم يكن من الصعب على جمهور فضاء ألف نيوز ونيوز مساء أول أمس، الانخراط في عالم فرقة ''كارتينا'' القادمة من مدينة مستغانم، عوالم الجاز، البوب والروك على الطريقة الجزائرية بمستوى عال من الإحترافية. جلسة النقاش مع أعضاء الفريق أجلت كذا مرة، فبعد الانتهاء من كل وصلة موسيقية كان الجمهور يطالب بالمزيد، وهكذا كانت البداية، الصدمة مع أغنية ، أغنية ذات طابع سلو تحكي قصة رجل يرغب في معرفة رأي الطرف الآخر بخصوص مستقبل العلاقة التي تجمعهما، الجاز من أكثر الألوان الموسيقية احتفاء بالكلمة، ومن أكثرها قدرة على إيصال المشاعر الإنسانية المختلفة، لهذا كانت الوصلة الثانية تأبينية لامرأة اسمها ''فطيمة'' توفيت منذ فترة قصيرة، رحلت دون أن يسبق لها إنجاب أطفال أو الزواج، ذكاء كاتب الكلمات يذهب إلى مناجاة بين الطفل المفترض للأم الراحلة، وهكذا كانت أغنية ''فطيمة'' تمنح روح الفقيدة ما تمنته في حياتها، والمفارقة أن الأغنية كانت تشع فرحا وبهجة. تواصل الفرقة مع الوصلة الثالثة بعنوان ''ما قديتش'' إيقاع أسرع، وحماس أكبر من الجمهور، الأغنية تضعنا في الجو العام للمسار الجامعي لشباب الفرقة، انتقادات للمنظومة الجامعية وما يسمى ب''الاصلاحات''، لتتختم الجلسة الافتتاحية مع أغنية ''كان يا مكان'' أغنية للجزائر، تجسد مستويات وعي متقدمة لشباب يعرفون التاريخ والحاضر كما يجب أن يعرف، ويطمحون لمستقبل أكثر إشراقا. جلسة النقاش مكنت الحاضرين من التعرف أكثر على أعضاء الفرقة القادمة من ولاية مستغانم، وليد كاتب الكلمات خريج كلية الطب، رشدي عازف الباس الممارس للموسيقى منذ بلوغ سن الثانية عشرة، توفيق مغني الفرقة العائد من مغامرة دارسية بالسينغال يصفها ب''المهمة في إثراء ثقافته الموسيقية''، عبد الحفيظ عازف الباتري العصامي المتقن لمحاورة عدة آلات موسيقية، صديق عازف الإيقاع المنظم حديثا للفرقة، سفيان عازف الغيتار والموزع الموسيقي للأغاني ومؤسس الفرقة الحائزة على الجائزة الأولى الخاصة بالفرق الموسيقية لموقع ''خرجة. كوم''. يقول توفيق قانا عن غنى مصادر الإلهام الموسيقي في الجزائر المعتمدة لدى الفرقة أثناء التأليف: ''الجزائر بلد كبير، ويمكننا أن نستوحي من طبوعه الموسيقية في أغانينا لنعطي مسحة جزائرية لموسيقى الجاز التي نقدمها''، وعن استخدام الآلات الموسيقية المرتبطة بأنواع موسيقية تشبه الجاز الإفريقي مثل القمبري يقول سفيان مؤسس الفرقة: ''نعم، نحن نستخدم آلات عديدة تستخدم في موسيقى القناوي، الموسيقى لغة عالمية، لكن هذا لا يمنع من الإنطلاق ببعض الأدوات المحلية التي تتيح مع الآلات المستخدمة عادة، مساحات جديدة ومهمة للإبداع''.