نشّط الجوق الموسيقي لباربيس مساء أوّل أمس بقاعة ''الأطلس'' حفلا فنيا ساهرا متنوّعا قدّم فيه أنماطا موسيقية مختلفة وأغاني متنوعة الطبوع، وعلى مدى ساعتين من الزمن اهتزّت القاعة على وتيرة أنغام الفنانين الذين أطربوا الحضور بأدائهم المتميّز لاغاني وإيقاعات موسيقية امتزجت فيها آلات موسيقية متنوّعة مثل السكسية، البندير، الإيقاع، الدربوكة، القرقابو، القمبري والبيانو. كما تجاوب الجمهور مع إيقاعات الريغي، الروك، الكريول، المانوش والجاز وخاصة العلاوي التي زادت من حلاوة الألحان التي أبدع في تقديمها الفنانون ال12 والتي كانت ترافق النصوص الداعية إلى الحب، السلم والمندّدة بالعنصرية والتمييز. وقد اقتربت وأج من يوسف بوكلة (إيقاعي ومؤسّس الجوق وكمال تنفيش (عازف على آلة الإيقاع والغناء)، توفيق ميموني (آلة البيانو) الذين تحدّثوا عن المشوار الفني للجوق الموسيقي لباربيس وآفاقه، حيث أعربوا عن سعادتهم لتقديم هذا الحفل ومنح الجمهور العاصمي فرصة المشاركة فيه، كما أعربوا عن أملهم في أن تتاح لهم فرصة تنظيم لقاءات أخرى مستقبلا مع محبيهم في الجزائر، وقال كمال في هذا الصدد أنّ ''تنشيط حفلات في الجزائر ليس أمرا عاديا بحيث أنّ الجمهور الجزائري متشبّع بالتراث الموسيقي المغاربي وعليه نشعر أننا نؤدّي الموسيقى في بيتنا''. وقال توفيق في نفس السياق ''نحن نعرف جيدا أن الموسيقى لغة عالمية يمكن للجميع فهمها ولكن تأديتها أمام الجمهور الجزائري أمر مختلف لأنّه جمهور ذوّاق للموسيقى التي نؤدّيها ويفهمها جيدا''. وسجّل يوسف من جهته أنّه في الحقيقة أعضاء الجوق يعرفون الجمهور الجزائري لأنّنا قمنا بتنشيط حفلات بالجزائر في الماضي لكن بشكل فردي، وعن سؤال حول مغادرة بعض الموسيقيين للجوق واستخلافهم بموسيقيين آخرين، أوضح يوسف أنّ ''نواة الجوق هي نفسها'' معتبرا أنّه من ''الطبيعي أن يقرّر موسيقي خوض مشوار فني لوحده'' مثلما حدث مع المطربين فاتح والعربي ديدة، وأضاف أنّ ''الجوق يضمّ فنانين محترفين وكلّ واحد منهم يعطي لمسته الخاصة بكلّ حرية وانسجام إذ لكلّ منا ثقافة موسيقية خاصة به''. وبشأن نوع العلاوي الذي يحتلّ مكانا هاما في مجموع الأغاني التي يؤلّفها الجوق، أكّد توفيق أنّ هذا النوع الموسيقي وإن كان يميّز منطقة معيّنة، يتضمّن إيقاعات قريبة جدا من الروك تتكيف ''بسهولة'' مع مختلف الطبوع الموسيقية، وبهدف توضيح دعم إيقاعات العلاوي للموسيقى التي يقدّمها الجوق أكّد أنّ ''الموسيقى التي يقدّمها هي موسيقى ثائرة للغاية وليست بالموسيقى الهادئة'' وأنّ المزج يتم بشكل ''عفوي''.