شاركت مؤخّرا فرقة "الساقية" لموسيقى القناوة في احتفالية "دمشق عاصمة الثقافة العربية" في حفل موسيقي رفع شعار "بساط الريح، موسيقى مجدّدة"وذلك إلى جانب كلّ من الفرقة السورية "وجوه" للموسيقى الشرقية، "رباعي زياد أحمدية" من لبنان وكذا الفرقة التركية "كيريكا"، وكان الحفل مناسبة لافتتاح مسرح مجمع دمر الثقافي· فرقة "الساقية" التي تتعاطى الطابع القناوي حملت معها على الفيحاء مزيجاً من الأشكال التقليدية، والأنماط الموسيقية المعاصرة المجددة، تجمع بين الغناء والجاز الإفريقي والموسيقى الالكترونية والهيب هوب مستخدمة تضخيم الصوت وإدخال الآلات، أو بدون ذلك، مشكّلة بذلك أصوات فريدة من نوعها· جو باطوري هو مؤلف الموسيقى وكلمات الأغاني في الفرقة التي يديرها وهو يملك صوتاً مخملياً، بدأ مشواره الفني في عام 1995من خلال موسيقى الهيب هوب وكان رائداً في هذا المجال في الجزائر، فيما بعد، عاد إلى المصدر إذ راح يعزف على آلة القمبري وهي إحدى الآلات التقليدية المستخدمة في موسيقى القناوة·أمّا فرقة "وجوه" فضمّت وائل القاق على الإيقاع، فراس شهرستان على القانون، كنان أدناوي على العود ومحمد نامق في التشيلو، وقدّمت التراث للجمهور بطريقة سهلة للسمع، وقريبة من عواطف الناس دون التنازل عن المستوى الفني العالي منذ تأسيسها عام 2005، وتعبّر الفرقة عن لقاء عدة وجوه من الثقافة الموسيقية السورية، وعرّف كنان أدناوي ل "سيريا نيوز" بهدف فرقة "وجوه" والتي تسعى لتقديم صورة مشرقة عن الموسيقى السورية، تتجه لإنتاج موسيقى شرقية ناضجة بصورة أكاديمية يتقبّلها الجمهور الشاب· وأشار لبرنامج الفرقة المكوّن من مجموعة من المعزوفات التراثية، والتي تنتمي للموسيقى الشرقية بطريقة سهلة للسمع، بالقول "عزفنا مقطوعات موسيقية لأمير البزق محمد عبد الكريم ومارسيل خليفة ومقطوعات من تأليف أعضاء الفرقة"، وأضاف "نظراً لخصوصية الحفل سيقتصر الحفل على الموسيقى بعيداً عن الصورة المتحفية للأغنية، بالرغم من أنّنا قدّمنا سابقاً أغاني سورية أو أغاني فيروز"· تأسست فرقة وجوه للموسيقى الشرقية في عام 2005 وعملت على استضافة فنانين مثل عازفة البيانو لين جناد، والمغنية ليندا بيطار وعازف الناي مسلم رحّال وغيرهم من الشباب الموسيقي السوري الواعد، وشاركت الفرقة منذ تأسيسها في عديد من الحفلات وفي مهرجانات في دمشق وبقية المدن والمناطق السورية، كما قدمت حفلات خارج سورية· الفرقة الثالثة التي أحيتْ أولى ليالي "بساط الريح" هي رباعي زياد أحمدية من لبنان، وهو عازف عود ومؤلف ومغني لبناني، درس العود في المعهد الموسيقي الوطني اللبناني، ونشأت موهبة زياد أحمدية من التراث الموسيقي العربي، ثم راح يحاول باستمرار توسيع دائرة البحث باتجاه الموسيقى المعاصرة، في عام 1999، شكّل فرقة "كروماتيك" وسجّل في عام 2003 ألبومه الأول تحت عنوان "بالبال" في عام 2006، شارك فرقة "فنجان شاي" في تسجيل ألبومه الثاني تحت عنوان أبعد من التراث، يتلقى زياد أحمدية باستمرار دعوات للمشاركة في مهرجانات عربية ودولية، كما عمل مع العديد من المؤلفين العالميين من بينهم جين كولمان وروبيرت كليرك· ومن تركيا شاركت فرقة "كيريكا" التي تقدّم موسيقى شرقية شعبية، وتضمّ الفرقة صالح ناظم بيكير (غناء، ساز)، حسن دفريم كينلي (غيتار باص، غناء)، أوركون باستورك (درامز، غناء مرافق)، سارب كسكينر (غيتار إلكتروني، كسيلوفون، غناء مرافق)، مراد فرحات يوغول (ترومبون، ناي)· وتغذّت فرقة "كيريكا" من الأشكال التقليدية والأنماط الموسيقية المعاصرة المجددة، وهي تقدّم موسيقى آسيا الوسطى الأصيلة بطريقة جديدة تماماً، واستوحت الفرقة أعمالها من الموسيقى التي انتشرت في نهاية القرن التاسع عشر في الإمبراطورية العثمانية في مدن اختلطت فيها الشعوب مثل اسطنبول وسميرنا، وهي تقدّم الآن موسيقى مرتبطة بالقرن الحادي والعشرين يمكن وصفها بموسيقى المدينة الشعبية· وأطلقت المؤسسة الفرنسية "آ·م·ي" ( المركز الوطني لدعم الموسيقى المعاصرة) مشروع "بساط الريح" بالتعاون مع مجموعة من الشركاء الدوليين من بينهم مؤسسة "إن كونسرت" اللبنانية، وهو مشروع يتنقل بين عدة مدن حول العالم مانحاً فرصة للتبادل الفني والحوار الحي· يسافر الفنانون ويزورون بعضهم بغية اكتشاف أنفسهم خارج محيطهم الثقافي، فيما بعد، يقدّمون حفلات لجمهور مدينتهم يعرضون خلالها نتائج هذا التبادل الفني فاتحين المجال لحوار موسيقي وللتواصل بين الثقافات من خلال الموسيقى، حتى الآن، سافر "بساط الريح" إلى لندن ومارسيليا في أكتوبر2007، وإلى بيروت في الأول والثاني من فبراير 2008·