افتتح، مؤخرا، برواق التسلية العلمية بديدوش مراد، معرض للفن التشكيلي لمجموعة من الفنانين التشكيليين قادمين من مناطق مختلفة عبر القطر الوطني، ويضم المعرض أكثر من عشرين لوحة اختلفت لمساتها الفنية باختلاف جمالياتها، وستدوم أيام المعرض إلى غاية ال 30 من الشهر الجاري. تفننت ريشة أكثر من خمسة فنانين يمثلون مناطق مختلفة عبر القطر الوطني في تحويل أشياء جامدة إلى أشياء تنبض بالحياة، حيث اتفق هؤلاء الفنانين من خلال لمساتهم الإبداعية المتنوعة على تقديم لوحات فنية تسر الناظرين، وهذا رغم انتمائهم إلى مدارس مختلفة. وحاول كل فنان من خلال سحر ريشته أن يتفنن في استخراج بصمة الجمال الخاصة به. فمثلا الفنان بن حاج محمود المتخرج من مدرسة الفنون الجميلة بالعاصمة، حاول من خلال لمسته الإبداعية أن يعود بزوار المعرض إلى الأحياء القديمة بالعاصمة واتخاذ القصبة كنموذج حيّ لاستحضار التاريخ والذاكرة الجماعية، وهدفه بعث الموروث الجزائري في قالب فني أصيل. أما الفنانة جبلاح مازية، ففضّلت أن ترحل بريشتها بالمتلقي إلى زمن الماضي، ورائحة الأصالة المفعمة بعبق التاريخ، فهذه الأخيرة استطاعت بلمساتها الفنية أن تجلب عدد هائل من زوار المعرض نحو لوحاتها، والسرّ في ذلك أنها اختارت الأشكال والألوان التي تدل على التنوع الثقافي الذي تزخر به الجزائر، فالفنانة تركت نوعا من الفراغ المحير في معظم مساحات أعمالها وهدفها أن يكون للزائر التأمل والتمعن أكثر في لوحاتها. وفيما يخص لوحات الفنانة بورنان كنزة، يشعرك التأمل فيها أنها خرجت عن الطريقة الكلاسيكية التي يعتمد عليها معظم التشكيليين، وفضّلت أن تقدم لوحاتها إلى المتلقي بطريقة واضحة يتزاوج فيها الواقع بالحلم، وكذا بالبساطة. وما ميز المعرض أن بعض التشكيليين حاولوا أن يعبّروا بطريقتهم الخاصة عن خمسينية الاستقلال، بأشكال مختلفة معظمها تحكي عن جرائم الاستعمار بطريقة مؤلمة، وكذا إعتمادهم على الألوان القاتمة الدالة عن الحرة وصرخة الألم.