اختتم أمس معرض الفنانة التشكيلية زينب بوخالفة مساني بفندق الأوراسي الذي امتد على مدار عشرة أيام، رحلت الفنانة فيها بزوارها إلى ربوع الوطن من خلال لوحاتها التي أثّثت المعرض بأعمال فنية اشتغلت عليها الفنانة زينب لتكون جسرا رصينا للعبور إلى الساحة الفنية الجزائرية بأهمية تنوعها وثرائها الزاخر. تتجول زينب عبر ولايات الوطن بكل ما تحمله من جماليات بألوان فسيفسائية منتقاة وتتخذ من الواقعية لها منهجا مميزا، كل لوحة من لوحاتها تستوقفك لتروي لك قصتها العجيبة والمميزة. ففي أولاها تغني لك المرأة القبائلية أعذب الألحان وفي الثانية تنافسها في العزف المرأة الترفية على آلة التيندي، أما في الثالثة فترحل بك إلى العيش داخل قصة حب طرفاها بطلان جزائريان روحا وجسدا، وهكذا تتوالى ملاحم الفنانة زينب والتي تجسد لنا بين المناظر الخلابة التي تميز الطبيعة الجزائرية، الاحتفالات الشعبية الأمازيغية، هندسة القصبات وسكانها، القرى المحاذية للجبال، الكثبان الرملية ومحيطها البيئي الأخاذ...قصصا يجدر بالزائر أن يؤلف من خلالها حكايات ترويها الأجيال. لوحات الفنانة زينب هي مساحة للتأمل واستنباط المشاعر والانفعالات التي تعتمد على التناسق والترابط والتكامل داخل إطار اللوحة وخارجها. وفي معرضها تقول الفنانة: أردت من هذا المعرض تناول عناصر الطبيعة الجزائرية بكل ما تحمله من نبض المكان، الجمال، التنوع، الزمان... وأتلمس جوهر تشكلها الأساسي، وأعريها من قشورها الخارجية لمعرفة خفايا الروح التي صنعتها عبر الزمن مختلف الحضارات التي مرت على هذا البلد أما فيما يخص اهتمامها الكبير بالمرأة في لوحاتها فترجعه الفنانة إلى شدة إعجابها بالمرأة الجزائرية بحرفها الشعبية المتنوعة وإبداعاتها العريقة..