حادث مروع آخر يحصد المزيد من الأرواح، مواطنون يركبون الحافلة بنية الانتقال من مكان إلى آخر، دون أن يعلموا أنها ستكون الرحلة الأخيرة، هذا ما حدث بالضبط ليلة السبت إلى الأحد حينما انقلبت حافلة في منطقة ''القرطوفة'' على بُعد 3 كيلومترات من عاصمة ولاية تيارت· أوضحت مصادر محلية، أن الحادث وقع على الساعة الواحدة وخمسين دقيقة بعد منتصف الليل، وهذا حينما فقد السائق السيطرة على مكابح الحافلة في منعرج خطير زاده الضباب خطورة، الأمر الذي تسبب في انقلاب الحافلة القادمة من حاسي مسعود باتجاه وهران، وتدحرجها في منحدر على مسافة 150 متر، منتهية في واد تابع لمزرعة مغراوي محمد، الأمر الذي تسبب حسب حصيلة غير نهائية في مقتل 19 شخصا، حسب مصادر الحماية المدنية التي نفت الرقم المعلن القاضي بوفاة 21 شخصا، فيم تم تسجيل 30 مصاب بجراح متفاوتة الخطورة. أجانب ضمن قائمة الضحايا أفادت مصادرنا العثور على رعيتين إفريقيتين من دولتي مالي والنيجر ضمن المتوفين، كما عثر كذلك على امرأة حامل قضت وجنينها، إضافة إلى التعرّف على مجندين في الجيش الشعبي الوطني ضمن قتلى الحادث، فيما تم تحويل كل الجرحى إلى مصلحة الاستعجالات الجراحية لمستشفى بيوسف دامرجيب في حالة خطيرة استوجبت تجنيد كل الطاقم الطبي، واستدعاء الأطباء المستفيدين من عطل. المواطنون ينقذون والرسميون··· هذا، وقد تنقل والي تيارت إلى مكان الحادث للوقوف على سير عملية إنقاذ الجرحى، فيما تجند مواطنو ''القرطوفة'' في لفتة إنسانية تستحق التقدير لمساعدة فرق الإنقاذ التي عانت من صعوبة الوصول إلى الحافلة بسبب الأرضية الوعرة، حيث استعمل المواطنون جراراتهم الخاصة في المساعدة للوصول إلى مكان الحادث، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه. أما وزير الصحة جمال ولد عباس، فقد وصل منتصف يوم أمس، إلى مستشفى تيارت لزيارة الجرحى، وقد قام بتوجيه شكر للأطباء ومصالح الحماية المدنية والسلطات المحلية على جهودهم، كما وجه شكرا خاصا للمواطنين الذين ساهموا بشكل مكثف في عمليات الإنقاذ· هذا، وقد سجل وزير النقل عمار تو غيابا عن الحادث المرتبط بالقطاع الذي يشرف عليه. الأسباب تبقى مجهولة حسب مصادرنا، فإن الأسباب قد تعود إلى الضباب الكثيف الذي غطى المنطقة البارحة، إضافة إلى خطورة المنعرج المتميز بانحدار كبير على طول 150 متر وبارتفاع يقارب 20 مترا· فيما تحفظ مسؤول الإعلام لمصالح الحماية المدنية الرائد فاروق عاشور، على ذكر أسباب الحادث إلى غاية نهاية التحقيقات، واكتفى بإيراد إحصاءات عن عدد الضحايا. السائق من بين الناجين هذا، وقد نجا سائق الحافلة الذي كان يتولى عجلة القيادة أثناء الحادث، وقد أكد أن سبب الحادث يعود إلى خلل ميكانيكي على مستوى المكابح. في حين قضى زميله الذي تولى عملية القيادة بداية من حاسي مسعود، حيث تم التناوب على عجلة القيادة في منطقة سوفر بتيارت، وكان من المفترض أن يقوم السائق الناجي بمواصلة القيادة إلى غاية محطة نهاية السفر بوهران. ولم يكن من بين الناجين الباقين على درجة من الوعي، سوى السائق ورجل مسن، في حين أن أعمار القتلى تراوحت بين 17 و57 سنة، حسب مصالح الحماية المدنية. أرقام مخيفة لم يكن حادث ''القرطوفة'' بولاية تيارت الأول، فقد سبقته حوادث دقت معها ناقوس الخطر، لكن -للأسف- دون جدوى، وهذا تذكير ببعض حوادث الحافلات المميتة في الثلاثي الأخير من العام الماضي. 07 ديسمبر 2011: 07 قتلى بسيدي بوزيد على إثر انقلاب حافلة لنقل الركاب بمنطقة سيدي بوزيد، الواقعة بولاية الأغواط، قادمة من ولاية بشار. 12 نوفمبر 2011: 05 قتلى بعين جاسر على إثر انقلاب حافلة لنقل الركاب خاصة بالنقل بين العاصمة وباتنة، وذلك على الساعة الثالثة صباحا. 10 نوفمبر 2011: 10 قتلى بسكيكدة على إثر انقلاب حافلة لنقل الركاب خاصة بالنقل بين بلديتي عزابة وشرشار، وذلك على الساعة الثالثة صباحا. 11 سبتمبر 2011: 11 قتيلا بزيامة منصورية على إثر انقلاب حافلة لنقل الركاب بولاية جيجل، وذلك على الساعة الثامنة صباحا.