اهتزت ولاية تيارت، صبيحة يوم أمس، في حدود الساعة الثانية والعشرة دقائق، على وقع خبر حادث مرور أليم، هو الأخطر من نوعه، أودى بحياة 19 مسافرا كانوا على متن حافلة، متجهين إلى ولايات غرب الوطن. وتأكد، أمس، مصرع 19 شخصا حتفهم، وأصيب 30 آخرون بجروح إثر سقوط حافلة بواد في حدود الساعة الثانية صباحا بمنطقة قرطوفة عند مخرج مدينة تيارت، حسبما علم لدى مصالح الولاية. وكشفت مصادر للحماية المدنية ل "الأمة العربية"، أن "سائق الحافلة القادمة من حاسي مسعود في اتجاه وهران، فقد التحكم في مركبته على مستوى منعرج قبل السقوط في الوادي، مما خلّف مقتل 19 مواطنا على الفور، فيما توفي الضحية رقم 20 بمستشفى مدينة تيارت، نظرا للإصابة الخطيرة التي تعرض لها. وتم تسجيل 20 جريحا بجروح متفاوتة الخطورة، تم إجلاؤهم إلى مختلف مستشفيات مدن الولاية، مع الإشارة إلى وجود ثلاثة منهم في حالة خطيرة. وفي تنقل ميداني ل "الأمة العربية"، اتضح جليا أن الحادث الأليم الذي هز سكان تيارت، وقع بمنعرجات خطيرة للطريق رقم 23 ببلدية قرطوفة الرابط في شطره بين مدينة تيارت وبلدية قرطوفة على مسافة خمسة كيلومتر، حيث هوت الحافلة بعد انحرافها على مرتفع حوالي 20 مترا. وكشفت مديرية الحماية المدنية أن الضحايا تتراوح أعمارهم بين 17 سنة و57 سنة. وبحسب المصادر، فإن من بين الضحايا جنسيات إفريقية من النيجر ومالي، وحوالي خمسة عسكريين من بين المسافرين. وقد تنقلت فرقة خاصة للحماية المدنية على جناح السرعة لحظة وقوع الحادث الأليم رفقة والي الولاية وجمع من المسؤولين المحليين. وعلمت "الأمة العربية" أن المصالح الأمنية فتحت تحقيقا أمنيا لمعرفة ملابسات الحادث، تكفلت به عناصر ووحدات الدرك الوطني، للوقوف على المجزرة الدموية التي لم تعرفها المنطقة منذ زمن بعيد، والتي خلّفت استنكارا شعبيا واسعا، عاود طرح التساؤلات المتعلقة بغياب خطط واضحة لكبح جماح ارهاب الطرقات الذي يحصد كل يوم عشرات القتلى، في ظل غياب تطبيق القوانين على الناقلين، الذين مازالوا الى اليوم يفرضون منطقهم على المواطن، الذي يدفع الفاتورة لوحده.