وقع خلاف وصل إلى حد المشادات والملاسنة بين عبد العزيز زياري رئيس المجلس الشعبي الوطني ورشيد حراوبية وزير التعليم العالي، على خلفية الترشيحات، وتضيف مصادرنا أن ''عبد العزيز بلخادم وعبد العزيز بوتفليقة قاما بتصفية أعضاء المكتب السياسي والوزراء الذين هندسوا للانقلاب على علي بن فليس في ,2004 من قوائم التشريعيات تأسيسا لشرعية جديدة داخل الحزب من جهة واعتقادا منهما أن ذلك سيدفع بالناخبين إلى المشاركة في الانتخابات كونه تغييرا للوجوه القديمة في نظر الشعب''· من أهم ما ميّز ليلة أول أمس إلى أمس، في جبهة التحرير الوطني، هو الخلاف الحاد الذي جرى بين رئيس المجلس الشعبي الوطني ووزير التعليم العالي رشيد حراوبية، وقالت مصادر أنه وصل إلى حد المشادات وتخللته ملاسنات غير مسبوقة بين الرجلين على خلفية الترشح على رأس قائمة العاصمة· وتضيف مصادرنا حول هذا الموضوع أن زياري اصطدم بإرادة الرئيس بوتفليقة دون أن يكون له علم مسبق بذلك، على عكس رشيد حراوبية الذي كان ينافسه فيها لكنه اختار في النهاية التسجيل في سوق أهراس والترشح على رأسها باسم الأفلان حتى لا يضيع المنصب، لكن هذا الأخير عمل في لجنة الترشيحات على توقيف مقاومة زياري للظفر بالترشح ظنّا منه أنها إرادة عبد العزيز بلخادم الأمين العام للحزب وليس إرادة الرئيس بوتفليقة· رسائل زياري لبلخادم وحراوبية كل ما سبق يفسّر البيان الذي قرر عبد العزيز زياري إرساله للصحافة ساعات فقط قبل انتهاء آجال إيداع الملفات، وتظهر صحة هذا الكلام في عبارة ثقيلة ضمنها زياري في رسالته للعاصميين خصوصا حينما قال ''إن عدم ترشحي يُسجل مباشرة في اتجاه الإصلاحات التي بادر بها رئيس الجمهورية وصادق عليها المجلس الشعبي الوطني وعزم الرئيس على منح الفرصة للشباب''، وهي الجملة التي تبيّن حسب متتبعين أن زياري تنازل عن حقه في الترشح بالعاصمة ساعات فقط قبل إيداع الترشيحات لدى الإدارة و''نزولا عند رغبة الرئيس وليس شخصا آخر أثناه عن ذلك داخل الجبهة مذكرا بوتفليقة ضمنيا بحسن أداء مهامه خلال إشرافه داخل البرلمان على تمرير الإصلاحات حفاظا على حظوظه المستقبلية في مناصب جديدة ضمن خارطة ما بعد التشريعيات· وحرص بيان زياري في بيانه على إبراز أن قراره نابع أيضا من ''مساعدته الشخصية لحزبه في استعادة الطاقة الشبانية كي يبقى حزب جبهة التحرير الوطني رائدا للتيار الوطني التقدمي ليس كما يقوم به بلخادم اليوم في الجبهة ولكن كما أراده مؤسسوه حسب دقة المصطلحات التي اختارها زياري في بيانه· أنصار سي عفيف ''يعرون'' بلخادم ويضعون رأسه في المزاد بإسقاط عبد الحميد سي عفيف من رأس قائمة مستغانم، يكون الأمين العام عبد العزيز بلخادم قد حافظ على حماية نفسه فقط من جهة الرئيس بوتفليقة، بينما عراها من ''القاعدة'' بسبب ما يمثله سي عفيف من تيار داخل جناح بلخادم في الأفلان، الذي يعدّ آخر الأسماء والشخصيات البارزة التي بقت من حوله بعد الزلزال الذي أحدثته حركة التقويم والتأصيل عقب المؤتمر التاسع· وتفيد معلومات من الأفلان أن هناك حملة مساندة وتعاطف مع عبد الحميد سي عفيف كون أصحابها يرون أن هذا الأخير تعرض لطعن في الظهر من طرف عبد العزيز بلخادم، وهو الذي كان محسوبا إلى غاية إسقاطه من القائمة، على عبد العزيز بلخادم· و يرى أكثر من مصدر في جبهة التحرير الوطني رأس بلخادم في الأمانة العامة لجبهة التحرير الوطني أصبح في المزاد ''كون إطاحة بلخادم بسي عفيف دون الدفاع عنه خيانة للثقة التي كان يضعها الثاني في الأول واستغلال ليس له مثيل للمناضلين''· وتفيد مصادرنا أن استبعاد غالبية الوزراء وأعضاء المكتب السياسي من قوائم الأفلان ''تهدف بالنسبة للرئيس بوتفليقة إلى حمل الجزائريين على المشاركة الانتخابية مقابل النزول عند مطلبهم المتمثل في إبعاد الوجوه القديمة، وتمثل عند بلخادم نتيجة آلية لكن مرغوبة منه في التأسيس لشرعية جديدة داخل الجبهة لبلخادم'' بعد أن ظل محسوبا منذ 2004 على وزراء وأمناء محافظات هندسوا للحركة التصحيحية التي أوصلوه بها على رأس الأفلان خلفا لعلي بن فليس، ليصبح باستبعاد هؤلاء، صاحب عذرية تنظيمية جديدة· عبد الحميد سي عفيف ولدى اتصالنا به للاستفسار حول ما إذا كان استبعاده سيجعله من الغاضبين على بلخادم تنظيميا، اكتفى بالتوضيح أنه سيبقى وفيا لجبهة التحرير الوطني وأنه في مرحلة تشخيص للوضع، في وقت ساد عند أعضاء آخرين في المكتب السياسي أنهم راحوا ضحية الوزراء وأنه ''لا يمكن إقصاؤهم من الترشح، في وقت أن الفشل من صنع الوزراء في ذهن الشعب وليس المكتب السياسي للأفلان''، ويرى آخر أيضا '' إبعاد أعضاء المكتب السياسي يعني أنهم غير قادرين على إحراز انتصار انتخابي ولكن هذا المنطق يتناقض مع وجودهم في المكتب السياسي ويؤكد وجود أغراض خفية من هذا الإقصاء غير المدروس''· أما عن التقويمية، فبالنسبة لهم ''من غير المفاجئ الدهول بقوائم غير موحدة لمعرفتنا المسبقة بمواقف بلخادم المتحولة''· طوارق إيليزي·· على بلخادم أن يفسر لنا مشكلته معنا والتحق مناضلو جبهة التحرير الوطني بموجة الاحتجاجات ضد بلخادم، لكنها موجة شديدة الحر والحساسية· لأنها تتعلق بطوارق المنطقة، إذ يقول حماني محمد أحد أعيان طوارق إيليزي إن بلخادم ''اختار لنا رجلا من الأرندي ليمثل جبهة التحرير الوطني، فشل كوالي وجاء ليجرب حظه كنائب باسم الأفلان دون أن يلتفت بلخادم لاسم واحد من الجامعيين والأساتذة الشباب الذين قدموا ترشيحاتهم من إيليزي التي تعتبر أهم وعاء انتخابي''. وانتقد حماني ترتيب المدعو انتماس كوزو، ثالثا بدل إبة جميلة، كما ينص عليه القانون رغم أن الأول أمي والثانية حاملة لشهادة ليسانس، داعيا بلخادم إلى ''تفسير مشكلته مع الطوارق الذين أقصاهم ويتعامل معهم بذهنية المتجاهل منذ قدومه إلى الحزب عكس الذين سبقوه في قيادة الجبهة''. ويقول حماني ''هذا الإقصاء يأتي في وقت تعرف فيه مناطق الطوارق في الصحراء الجزائرية ترديا أمنيا خطيرا''، وتساءل ''كيف بإمكاننا العمل مع دولتنا وإيصال انشغالاتنا إذا كان الأفلان يعمل على إقصائناب، كاشفا أن بلخادم ترك محافظا في إيليزي متورط بالفساد ومتابع قضائيا على رأس الحزب ليعبث بالمصير النيابي للولاية''، ناعتا أمين عام حزبه ''بالفاقد لأية استراتيجية سياسية أو نظرة تكتيكية''.