يعيش المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني تشنجا غير مسبوق في العلاقة بين قيادات الحزب والأمين العام عبد العزيز بلخادم، على خلفية اتخاذ الأخير قرارا يقضي بمنع ترشح أعضاء المكتب السياسي والوزراء وما يعرف بالحرس القديم للحزب. وقالت مصادر متابعة إن بلخادم وقيادات في المكتب السياسي دخلت في حرب كلامية وشجار، دفع بلخادم لتجميد كل لقاءاته واجتماعاته بمساعديه في المكتب السياسي وتفضيله التنسيق وإدارة الأمور بالهاتف والمراسلات الداخلية والاستنجاد بوساطات من اللجنة المركزية وعقلاء في الحزب. وتتحدث أوساط أفلانية عن صدام عنيف وقع بين بلخادم والقيادي في الحزب عبد الحميد سي عفيف بعد تلقي الأخير مكالمة هاتفية من بلخادم تحثه على سحب ملف ترشحه، بدعوى مصلحة الحزب والمعطيات السياسية للبلاد تفرض ذلك. ويجري الحرس القديم ل »الأفلان« وعلى رأسه كل من رئيس المجلس الشعبي الوطني المنتهية عهدته عبد العزيز زياري، والقيادي المخضرم في الحزب عبد الرحمن بلعياط ووزير النقل عمار تو والوزير رشيد حراوية، وعبد الحميد سي عفيف اتصالات مع جهات نافذة على مستوى رئاسة الجمهورية طلبا لتدخل الرئيس بوتفليقة من موقعه الرئيس الشرفي للحزب والتماس منه التدخل لدى بلخادم لإقناعه بالعدول عن خيار منع الوجوه القديمة من الترشح. وكان بلخادم في لقاءات سابقة مع ما عرف بتنسيقية شباب «الأفلان» قد وعد بتفريغ القوائم الانتخابية للحزب عبر كامل الولايات من الوجوه الوزارية والمسؤولين المركزيين للحزب وترك مكانهم لجيل الشباب، وأكثر من هذا وعد بلخادم بأن يكون ضمن تشكيلة الحزب المقترحة لتشكيل الحكومة المقبلة وجوه «أفلانية» شبابية. وتتهم تنسيقية شباب »الأفلان« جهات من محيط الأمين العام للحزب عبد العزيز بلخادم، بإخفاء الحقائق واستغلال طيبة بلخادم للخلود في المنصب وتسخير نفوذها في الحزب والهياكل التابعة بما في ذلك داخل المجالس المنتخبة لخدمة مآربها الشخصية.