أفادت مصادر مطلعة بحزب جبهة التحرير الوطني، أن وزير التعليم العالي والبحث العلمي، رشيد حراوبية، يتجه نحو الظفر براس قائمة ولاية العاصمة في الانتخابات التشريعية التي جرت العام 2007، ما يعني إزاحة رئيس المجلس الشعبي الوطني، عبد العزيز زياري، من عرشه. ويأتي هذا المعطى في وقت يعيش فيه الحزب العتيد على وقع حمى السباق من أجل الظفر برؤوس قوائم ولايات الوطن ذات الكثافة السكانية العالية، بما يضمن ظفرهم بمقاعد في المجلس الشعبي الوطني المقبل. ويقود هذا الصراع وزراء الحزب في الحكومة، مثل الطيب لوح ورشيد حراوبية، ورئيس المجلس الشعبي الوطني، عبد العزيز زياري، إضافة إلى اسماء بارزة في المكتب السياسي، مثل عبد الحميد سي عفيف. وطفا الصراع بين رشيد حراوبية وعبد العزيز زياري على السطح، أثناء تحضير الأمين العام للحزب، عبد العزيز بلخادم، للإعلان عن أعضاء اللجنة التحضيرية للانتخابات التشريعية المقبلة، وقدم يومها هذا الصراع على أنه مظهر من مظاهر التجاذب التي ميزت العلاقة بين الأمين العام وعضو مكتبه السياسي، زياري، الذي كشف في أكثر من مناسبة عن طموحه الكبير، الذي يكون قد أزعج بلخادم. وبحسب المصادر، فإنه لم يتضح لحد الساعة إن كان بلخادم سيقرر الترشح بدوره في العاصمة، أم ستقدم في مسقط رأسه بالأغواط أو في تيارت، وهو ما زاد من حدة الترقب، على اعتبار أن إضافة رقم ثالث لمعادة الترشح في العاصمة، من شأنه أن يعقد الحسابات، كما من شأنه أن يضعف حظوظ زياري في الحصول على مرتبة متقدمة في قائمة عاصمة البلاد، بالنظر للتحالف الظاهر بين بلخادم وحراوبية، على حاسب رئيس المجلس الشعب الوطني. وتجلّى هذا الصراع من خلال إقدام بلخادم على تجريد زياري من واحدة من أهم الصلاحيات التي دأب رؤساء الغرفة السفلى السابقين، على التمتع بها، ألا وهي الإشراف على المنتخبين، بحيث تم تشتيتها وتزيعها بين ثلاث قياديين في الحزب، وهم رشيد حراوبية والعياشي دعدوعة، إلى جانب عبد العزيز زياري، غير أن نفوذ حراوبية في هذه اللجنة كان كبيرا مقارنة بذلك الذي منح لدعدوعة وزياري. ولم تكن العاصمة ساحة المعركة الوحيدة بين قادة الأفلان، بل امتدت إلى عواصمالولايات الكبيرة مثل وهرانوقسنطينة وعنابة، وقد حرك هذا الخوف من أن تغير معطيات الواقع السياسي في البلاد، في ظل التغيرات التي تعيشها المنطقة العربية، جراء ما يعرف ب "الربيع العربي"، وبروز التيار الإسلامي كرقم فاعل في الساحة السياسية، في الانتخابات التي عرفتها دول الجوار، مثل تونس ومصر والمغرب. وفي هذا السياق، تشير المصادر إلى أن عاصمة الغرب ستكون مسرحا لصراع مفتوح على كل الاحتمالات بين عضو المكتب السياسي ووزير النقل، عمار تو، وعضو المكتب السياسي الآخر، عبد الحميد سي عفيف، الذي يراهن بدوره على ارؤس قائمة عاصمة ولاية وهران، لتفادي الدخول في حسابات غير محسوبة العواقب، والحال كذلك بالنسبة لوزيري الاتصال السابقين، بوجمعة هيشور وعبد الرشيد بوكرزازة، الذي يراهن كل منهما على قيادة قائمة عاصمة الشرق، قسنطينة، بما يضمن الحجز المسبق لمقعد في البرلمان المقبل، بالنظر لعدد المقاعد المخصصة لهذه الولاية. عمراني