كيف جاءتك فكرة تناول هذا الموضوع الاجتماعي الحساس؟ هذا الموضوع يعتبر ظاهرة خطيرة يعيشها المجتمع، وهو من الطابوهات، هناك نساء يتعرضن للاغتصاب ويتعذبن في صمت، والظاهرة في تزايد مستمر، ولا توجد أي امرأة أو فتاة في مأمن عن هذه الظاهرة، وهدفي من هذا الفيلم هو كسر تلك الطابوهات وإيصال رسالة للمجتمع مفادها أن مثل هذه الظواهر خطيرة ولا يجب الصمت عنها· لماذا لم تستطع السينما الجزائرية تجاوز مثل هذه الطابوهات؟ ليس من السهل تجاوز مثل هذه الطابوهات، فهناك سببين حالا دون تجاوز السينما الجزائرية لمثل هذه المواضيع الاجتماعية الحساسة، الأول هو أن المخرجين السينمائيين في حد ذاتهم لا يتجرأون على تناول مثل هذه المواضيع، لأن حالتهم بسبب عدم استعددهم نفسيا، وادراكهم أن هذه المواضيع ليست سهلة وتتطلب حذرا كبيرا· والسبب الثاني هو المجتمع، نعلم أن المجتمع الجزائري محافظ ولا يقبل مثل هذه المواضيع بالرغم من أهميتها، ولاحظنا أن هناك بعض الأفلام تناولت مثل هذه الطابوهات لكن رفضها المجتمع، وأرى أن تناول مثل هذه المواضيع في السينما الجزائرية أمر ضروري بشرط أن يكون المخرج حذرا في إيصال رسالته باحترام العادات والتقاليد والدين· تدركون أن المجتمع الجزائري محافظ، ألا ترون أنكم غامرتم بصورة الممثلة ثيزيري التي تقمصت دور الفتاة المغتصبة؟ صحيح، الموضوع جد حساس، لكن لا يمكن أن نمس بكرامة الممثلة، فالمجتمع الجزائري في عمقه يدرك أن هذه الطابوهات يجب أن تعالج· اخترت هذه الممثلة نظرا لبراءتها وأحاسيسها، كنت واثقا أنها ستنجح في تأدية الدور، اتصلت بها واقترحت عليها المشاركة في الفيلم وأخبرتها بالدور الذي تلعبه، في البداية ترددت لأن الموضوع جد حساس وقالت لي إن المجتمع لا يرحم، لكن بعدما اطلعت على السيناريو تأكدت أن هذا الدور مهمّ جدا ويمكن معالجته في السينما، حيث قررت تقمّصه بالرغم من أنها فتاة محافظة وطالبة جامعية، وأنا أشكرها على ذلك كثيرا· هل لديك مشاريع سينمائية أخرى مماثلة لفيلم ''أزيلال''؟ لديّ عدة مشاريع سينمائية، واحد يتعلق بموضوع التبرع بالأعضاء، وآخر عن ''الحرافة''· وبعدما سمعت بظاهرة انتحار الأطفال بتيزي راشد بتيزي وزو تأثرت جدا وقررت أن أتناول هذا الموضوع وأخرجه في فيلم سينمائي·