دخل فيلم ''أزيلال'' أو''السراب'' المنافسة بقوة لنيل ''الزيتونة الذهبية'' في الطبعة ال 12 للمهرجان الثقافي الوطني السنوي للفيلم الأمازيغي، من خلال تناول مخرجه لموضوع اجتماعي جد حساس، وهي ظاهرة الاعتداء الجنسي على النساء، معتمدا على ممثلين سينمائيين معروفين في السينما الأمازيغية. بدأت المنافسة على نيل الزيتونة الذهبية تشتد أكثر بين الأفلام، حيث عرض، أمسية الأحد، بالقاعة الكبرى لدار الثقافة مولود معمري بعاصمة جرجرة، فيلم طويل بعنوان ''أزيلال'' بمعنى ''السراب'' مدته ساعة و17 دقيقة للمخرج سليمان بوبكر، يتطرق فيه إلى موضوع الاغتصاب، وجسد دور البطولة السينمائي القبائلي أرزقي سيواني، المعروف في الوسط السينمائي باسم ''دا مزيان'' الذي جسد في الفيلم شخصية ''غيلاس'' رفقة الممثلة الصاعدة حسيبة التي جسدت شخصية ''ثيزيري''. بدأ الفيلم بإظهار أحلام وطموحات ثيزيري في الدراسة رفقة صديقتها نادية، حيث تحلمان بنيل شهادة البكالوريا لمواصلة الدراسات العليا بالجامعة. ثيزيري ببراءة ورغبتها في ضمان مستقبلها العلمي والمهني، لم تدرك أن أحد الوحوش البشرية كان يترصد تحركاتها في كل يوم تخرج فيه من الثانوية، وفي إحدى الأيام، وهي في طريقها إلى منزل عائلتها، اعترض طريقها واختطفها إلى بيت مهجور داخل غابة معزولة واعتدى عليها وأفقدها عذريتها. أغمي على ثيزيري لعدة ساعات، وبعدما استيقظها في الليل الدامس وجدت نفسها في بيت مهجور وفي حالة يرثى لها، قررت الهروب ليلا وسط الغابة رغم الخوف الذي كان يسكنها، استطاعت أن تفلت من قبضة الوحش البشري وتصل إلى طريق السيارات ليغمى عليها مجددا بعدما نال منها التعب والخوف، وكان حظها كبيرا بعدما عثر عليها سائق مركبة كان رفقة زوجته، حيث نقلاها إلى المستشفى، وبعدها رفعت عائلة ثيزيري شكوى ضد مجهول بقيت عالقة. الفيلم أظهر الحياة الصعبة التي تواجهها المرأة الفاقدة للعذرية، حيث كانت ثيزيري تعيش كابوسا حقيقيا وصدمة نفسية، وتسترجع في كل لحظة ذكرياتها المُرة مع الحادثة الأليمة. وشاء القدر أن تلتقي برجل اسمه غيلاس ربطتهما علاقة حب قوية ومتينة، لكن ثيزيري، وفي كل مرة تحاول إخبار عشيقها بماضيها المُرّ، يقاطعها ويطمئنها قائلا لها ''الماضي مات والمستقبل هو الأهم''. لكن في أحد الأيام تجرأت على إخباره بأنها فاقدة للعذرية بعدما تعرّضت لاختطاف واغتصاب، الخبر نزل كالصاعقة على غيلاس الذي لم يتقبّل الأمر، فقرر الانفصال عنها. وتحوّلت حياة ثيزيري إلى جحيم حقيقي، وهي تدفع ثمن شيء لا ذنب لها فيه، تعيش على الدموع وخيبة الأمل، قابلتها الذكريات المؤلمة، وتسببت في تعاسة عائلتها. أما حبيبها غيلاس، فكان يعيش في صراع ذاتي، يواجه قلبه الذي يحب بشدة وقوة ثيزيري، وأفكاره تحاول تحدي المجتمع والنظرة المحتقرة للمرأة الفاقدة للعذرية. ونظرا للعلاقة العاطفية التي تربط بينهما، قرر غيلاس مواجهة الواقع والعودة لعشيقته، وأخبرها برغبته في الزواج منها، وكان ذلك أسعد يوم في حياتهما. لكن حدث ما لم يكن منتظرا، ففي يوم الخطبة اكتشفت ثيزيري أن الشخص الذي اغتصبها هو والد عشيقها.