اختتمت ليلة الأربعاء المنصرم، الطبعة العاشرة للمهرجان الثقافي الوطني السنوي للفيلم الأمازيغي،الذي احتضنت فعالياته مدينة أزفون الساحلية بولاية تيزي وزو،من 19 إلى 23 من شهر مارس، عاش من خلالها الجمهور القبائلي على وقع تظاهرة سينمائية اكتشف فيها عن قرب الفن السابع باللغة الأمازيغية، لكن هذه الطبعة خيبت آمال المشاركين والمخرجين السينمائيين لاسيما منهم الشباب، بعدما رفضت لجنة التحكيم منح جائزة الزيتونة الذهبية، واكتفت فقط بتقديم جوائز تقديرية وتشجيعية خاصة بحجة غياب الجودة والنوعية في الأفلام المتنافسة، بالرغم من أن شخصيات سينمائية معروفة على الصعيد المغاربي والعالمي أكدت أن هناك بعض الأفلام الوثائقية والقصيرة شاركت في هذه الطبعة لها جودة ونوعية· مجيد خطار ميز حفل اختتام الطبعة الحادية عشر للمهرجان الثقافي الوطني السنوي للفيلم الأمازيغي خيبة أمل كبيرة لدى السينمائيين المشاركين في هذه المنافسة، ولم يتقبلوا قرار لجنة التحكيم المتمثل في إلغاء جائزة الزيتونة الذهبية، وقيمت الأفلام المشاركة والمقدر عددها ب11 فيلما لنيل الزيتونة الذهبية و14 فيلما لنيل جائزة البانوراما الأمازيغية ليست في المستوى السينمائي وتفتقد للجودة والنوعية، وهو القرار الذي صدم العديد من المتواجدين في القاعة المتعددة الرياضات بمدينة أزفون، لاسيما وأن الجمهور اكتشف وعلى مدار 5 أيام كاملة من المنافسة وجود أفلام وثائقية وأفلام قصيرة ظهرت بمستوى مشرف ومقنع· لكن لجنة التحكيم قررت منح جوائز خاصة لبعض المخرجين السينمائيين، والتي اعتبرتها تشجيعا لهم، في الوقت الذي اعتبر العديد من السينمائيين المشاركين قرار لجنة التحكيم بالإهانة، حيث أقدم العديد منهم من الانصراف والخروج من قاعة متعددة الرياضات مباشرة بعد كلمة رئيس لجنة التحكيم محمد إفتسان الذي قال أن ''اللجنة اتفقت بالإجماع على إلغاء جائزة الزيتونة الذهبية بسبب غياب الجودة والنوعية في الأفلام المشاركة''· وفيما يخص الأفلام التي كرمتها لجنة التحكيم، تحصل الفيلم الوثائقي ''العصفور الأزرق·· القصة السرية للحرب'' مدته 52 دقيقة للمخرجة رزيقة مقراني على جائزة تقدير خاصة من لجنة التحكيم، ونفس الجائزة تحصل عليها الفيلم الوثائقي ''كونسيرتو لذاكرتين'' مدته 52 دقيقة للمخرج مبارك مناد· فيما لم يتم تقديم أي جائزة تقديرية للأفلام الخمسة القصيرة·وفي منافسة نيل جائزة البانوراما الذهبية، فقد قررت لجنة التحكيم منح جائزة تقدير خاصة للفيلم القصير ''صيادي الرمال'' مدته 20 دقيقة للمخرج أعراب يزيد وقيمتها المالية 8 ملايين سنتيم، أما الجائزة الخاصة للجنة التحكيم المقدر قيمتها المالية 10 ملايين سنتيم، فقد تحصل عليها فيلمان قصيران،الأول هو فيلم ''رعاة جرجرة'' مدته 26 دقيقة للمخرج فريد شرفاوي، والثاني فيلم ''مفرغة ممنوعة'' مدته 26 دقيقة للمخرج طاهر يامي، وسيتحصل كل واحد منهما على مبلغ مالي 5 ملايين سنتيم· أما جائزة أحسن فيلم وثائقي في منافسة البانوراما الأمازيغية عادت للمخرج ''يونس زيداني'' بفيلمه الطويل ''مفتاح الحياة'' مدته 88 دقيقة، وقيمتها المالية 15 مليون سنتيم، فيما عادت جائزة بلدية أزفون التشجيعية للمخرج ''دحماني مختار'' بفيلمه القصير ''كم يساوي'' مدته 24 دقيقة، قيمتها المالية 15 مليون سنتيم· هذا وقد أعلن خلال حفل اختتام الطبعة الحادية عشر للمهرجان الثقافي الوطني السنوي للفيلم الأمازيغي عن الفائزين بمسابقة ''أحسن سيناريو'' والتي عادت لخمسة كتاب سيناريو من أصل 39 متنافس،سيدخلون ''إقامة الكتابة'' قبل شهر جويلية المقبل، وهم بسكري مريم منال بنص ''الخيال'' ودلسي محند الصغير بنص ''نبضات القلب'' وجبار عبد المجيد بنص ''الكنز'' وتيزكريوين فاطمة بنص ''معركة إجنادن''،وهي الجائزة الأولى من نوعها في الجزائر والتي أعدتها محافظة مهرجان الفيلم الأمازيغي لتنمية وتطوير السيناريو في السينما الأمازيغية والجزائرية· وبعد تقديم الجوائز في حفل الاختتام الذي حضرته عدة شخصيات فنية وسينمائية تم عرض 5 أفلام أنجزها 26 طفلا استفادوا من ورشات تكوينية في السينما في فترة هذه المهرجان· الكلمة للمتحصلين على الجوائز التقديرية والتشجيعية: رزيقة مقراني: مخرجة فيلم ''العصفور الأزرق·· القصة السرية للحرب'' ''صراحة أنا كمخرجة سينمائية شابة لم أتقبل قرار لجنة التحكيم في إلغاء جائزة الزيتونة الذهبية بالنظر لنوعية وجودة بعض الأفلام المشاركة، لكن أحترم قرارها، ويكفي حصولي على جائزة تقدير خاصة للجنة التحكيم والتي منحتني نوع من الفرحة، خصوصا عندما أرى أن الفيلم الوثائقي ''العصفور الأزرق·· القصة السرية للحرب'' الذي شاركت به لقي إعجاب كل الذين شاهدوه بمن فيهم أكبر الشخصيات السينمائية لأن الفيلم نقل حقائق تاريخية حساسة، وهذا أفضل تشجيع لي، وشرف كبير لي أن يكرم هذا الفيلم، وأتمنى رؤية السينما الأمازيغية تحقق نجاحا كبيرا في المستقبل، لأنها تهدف إلى المحافظة على الموروث الثقافي الأمازيغي، وكذا على تاريخ الجزائر، وستساهم بدون شك في لم شمل الشعوب الأمازيغية في كل العالم، صحيح أن السينما الأمازيغية هي في بداية نشأتها لكن ينتظرنا عمل كبير جدا'' فريد شرفاوي: مخرج فيلم ''رعاة جرجرة'' ''هذه الجائزة التقديرية والتشجيعية التي تحصلت عليها بفضل الفيلم القصير ''رعاة جرجرة'' هو ثمرة لمجهودات جبارة بذلتها رفقة مجموعة من الشباب لأجل إظهار السينما الأمازيغية وهو واجب قبل كل شيء، وهذا تحدي للعراقيل والمشاكل التي نواجهها كمخرجين شباب في الميدان، في ظل غياب الإمكانيات والدعم والمساعدات الرسمية، وهذه الجائزة أحسن دليل للتأكيد أن الشباب بإمكانهم المساهمة في تنمية السينما الأمازيغية والجزائرية'' يونس زيداني: مخرج فيلم ''مفتاح الحياة'' ''أشكر جزيل الشكر أعضاء لجنة التحكيم الذين منحوا فيلم ''مفتاح الحياة'' جائزتهم الخاصة، وهذا أعتبره تشجيعا كبيرا يحفزني لبذل مجهودات أكثر في مجال السينما، كما أوجه نداء لكل المخرجين الشباب إلى الاهتمام بالسينما الأمازيغية، وعدم الأخذ بعين الاعتبار قرار لجنة التحكيم في إلغاء الزيتونة الذهبية لهذه الطبعة من جانبها السلبي، بل يجب الاجتهاد أكثر لتحقيق نوعية وجودة في الأفلام الأمازيغية، وأتمنى أن تتكرر مثل هذه التظاهرات الثقافية التي تهدف إلى حماية ومحافظة الموروث الثقافي الأمازيغي لاسيما منها العمل على تحقيق تنمية وتطوير السينما الجزائرية'' يزيد أعراب: مخرج فيلم ''صيادي الرمال'' ''أولا أتأسف لقرار إلغاء جائزة الزيتونة الذهبية، لكن نحن كمخرجين سينمائيين شباب يجب أن نتقبل هذا القرار الذي خرج بالإجماع من قبل أعضاء لجنة التحكيم، وما أريد قوله هو أننا بحاجة للعمل أكثر لأن السينما الأمازيغية في مرحلة الطفولة ولا يجب أن نفشل، بل ينتظرنا عمل كبير قصد تحقيق أهدافنا وتنميتها، وثانيا لا أخفي عليكم أني جد سعيد لمنح لجنة التحكيم فلمي ''صيادي الرمال'' جائزة تقدير خاصة، وهذا شرف لي ويشجعني أكثر للعمل والاجتهاد في السينما، وما زاد من فرحتي هو تكريم هذا الفيلم الذي تناول موضوع ظاهرة أصبحت جد متزايدة وهي البطالة التي فرضت على الشباب ودفعتهم حدتها إلى غزو الوديان لاستخراج الرمال وبيعه لكسب قوت يومهم ما نتج عنه من أخطار كبيرة على صحتهم وعلى المياه الجوفية'' جمعها: