عرف اليوم الرابع وما قبل الأخير من المهرجان الثقافي الوطني السنوي للفيلم الأمازيغي اشتداد المنافسة في الأفلام الطويلة، فبعد نيل فيلمي ''أزيلال'' و''الكاذب'' إعجاب الجمهور، تمكن، سهرة أول أمس، بالقاعة الكبرى لدار الثقافة مولود معمري، فيلم ''بابا موح'' من دخول المنافسة بقوة، ما يصعب الأمر على أعضاء لجنة التحكيم في اختيار الفيلم الفائز بالزيتونة الذهبية· تناول فيلم ''بابا موح'' للمخرج يزيد إسماعيل لمدة ساعتين قضية جد حساسة وشائكة لا زال يعيشها المجتمع القبائلي إلى يومنا هذا وهي الإرث والأرض، حيث أظهر الفيلم قيمة الأرض في حياته· الفيلم يروي قصة عائلة ''بابا موح'' التي تتكون من 8 أفراد، وتمتلك أراضٍ كثيرة، وجسد الفنان القبائلي ''بوعلام شاكر'' شخصية ''مقران'' الابن البكر، متزوج وله طفلتين، أصيب بمرض مزمن، فطلب من والده ''موح'' أن يوزع الإرث (الأراضي) على أفراد العائلة قبل وفاته تفاديا لوقوع مشاكل بين الإخوة، لكن الأب رفض طلبه ويرى أنه من غير الضروري تقسيم الأرض خصوصا وأن مقران مصر على تخصيص قطع أرضية لشقيقته وابنتيه· وفي كل مرة تجتمع العائلة لإيجاد حل للمشكل، يتم إلغاء الاجتماع بسبب رفض ''العربي'' الذي تتحكم فيه زوجته، حيث ينتظران وفاة الوالد ليستولي على إرث إخوته· وبعد وفاة الابن البكر ''مقران''، فكر الأب ''موح'' المريض في تقسيم الأراضي بعد شعوره بذنب كبير إثر رحيل ابنه، وتوفي بعد أيام فقط من القيام بمهمته· بدأ ''العربي'' الابن الثاني في العائلة يفرض سيطرته عليها، وكأنه الوريث الوحيد ولا حق لإخوته الذكور في الاحتجاج والمطالبة بحقوقهم الشرعية، ناهيك عن شقيقته الوحيدة التي حرمت من إرثها نهائيا خوفا من أن يسلبه إياها رجل غريب، أي زوجها، وانجر عن هذا التصرف التعسفي أمور كثيرة مؤسفة، حيث أقدم بمساعدة شقيقه المحاسب ''سعيد'' على الاستيلاء على أراضي إخوتهم وبيعها بسرية، وتجرأ ''العربي'' على سلب أملاك بنات ''مقران''، وحولهن إلى خادمات له بطلب من زوجته، كما قام بطردهن من غرفة والدهما الراحل وطرد أمهن إلى منزل مهجور، ورفض حتى عودة شقيقته المتزوجة إلى منزل والدها بالرغم من أنها تعيش جحيما مع زوجها السكير الذي أهمل العائلة كليا· كل هذه الممارسات التي قام بها ''العربي'' أثارت حفيظة شقيقه المهندس الذي خرج عن صمته ورفع شكوى ضده إلى العدالة، حينها أدرك ''العربي'' أنه ظلم عائلته، إلا أنه تراجع عن متابعته قضائيا وبحث عن حل سلمي يخدم العائلة، فاشترط على شقيقه ''العربي'' أن يعيد لكل فرد من العائلة حقه، وتم لم شمل العائلة من جديد في منزل واحد· كما أظهر مخرج الفيلم العلاقة الطيبة التي تميز القرويين بمنطقة القبائل وتأثير المرأة على الرجل وتسببها في مشاكل عائلية، ونصيبها في الإرث· واعتمد المخرج على الطريقة الكوميدية التي نجح في تجسيدها الفنان الفكاهي ''محمد بوقاسي'' الذي جسد شخصية ''العربي''· هذا، وقد لقي الفيلم إعجاب الجمهور الذي لم يكف عن الضحك طيلة مدة عرض الفيلم، وفي هذا الصدد، صرح أحد أعضاء لجنة التحكيم ل ''الجزائر نيوز'' أن فيلم ''بابا موح'' رغم الخلل التقني النوعي، إلا أنه دخل المنافسة بقوة لنيل الزيتونة الذهبية·