حلم كما رأيته، أرويه دون زيادة أو نقصان، كانت قاعة البرلمان غاصّة بالنواب الذين سيودعون عهدتهم·· كلهم كانوا هناك، رئيس البرلمان، رئيس الحكومة ورؤساء الكتل البرلمانية والصحفيون كانت الجلسة الأخيرة·· وبدا لي أنهم كانوا ينتظرون قرارات مهمة تعلن من على منبر البرلمان الآفل·· كنت أنا أيضا بينهم التفت إلى يميني، رأيت كل وزراء أويحيى يبتسمون، لكن ابتسامتهم لم تكن على ما يرام·· اقتربت من الوزير بن بادة، كان يلبس قندورة جلفوية، سألته، مالك تبدو حائرا يا بن بادة، قال لي·· أنا لست على ما يرام يا إيمان·· قلت له، ألأنك ستغادر الحكومة·· قال لي، لا، لا، يا إيمان· ·الحكومة لا تهمني·· ما يهمني شيء آخر·· قلت، هل لي، أن أعرف هذا الشيء الآخر، قال لي وهو يمسد يدي، بعد قليل أقول لك يا إيمان·· قلت، متى بعد قليل؟! قال، أنت جميلة يا إيمان·· وأنا أحب الجمال··· لم أعلق على كلامه، لأن شخصا آخر يشبه سلال كان ينظر إليّ بعينين غريبتين، يكاد الماء يسيل منهما·· علق على شفتيه ابتسامة شبيهة بابتسامة خبيثة، فيها ما فيها·· حاول أن يقترب مني، وفجأة دب ضجيج في قاعة البرلمان·· ضجيج عجيب وغريب، وراحوا كلهم يصرخون ''خنزير، خنزير'' وبالفعل رأيت خنزيرا ضخما يركض في الصالة بينما هم يصرخون، ''خنزير، خنزير··'' وصعد الخنزير إلى المنصة·· كان مرعبا ومفزعا·· صمتوا فجأة، وراح ينظر إليهم واحدا، واحدا·· اقترب منه شريف رحماني، لكن الخنزير شخر في وجهه، وقال له، لا تقترب مني يا رحماني يا ابن آل رحمان·· قال شريف رحماني مندهشا، ''هل تعرفني يا خنزير؟!'' فقال الخنزير، ''أعرفكم كلكم·· منذ زمان أنا أعرفكم·· أنا ملك الخنازير·· واليوم جئت إليكم لأكشف عن حقيقتكم··'' قالوا مستغربين، بينما العرق يتصبب من على جباههم ''حقيقتنا؟!'' وعندئذ صرخ الخنزير صرخة مدوية، فتحولت رؤوسهم مثل رأسه··· وراحوا كلهم يشخرون·· أصيبت بالفزع وخرجت أهرول·· ونظرت إلى نفسي في المرآة، فحمدت الله، أنني لم أكن برلمانية أو وزيرة في حكومة مسخهم الخنزير الأكبر إلى خنازير·· ولا حول ولا قوة إلا بالله··