ينتظر أن يتم إنشاء أقسام خاصة للأطفال المصابين بالتوحد، بالمؤسسات التربوية بولاية وهران، بداية من السنة الدراسية المقبلة، وستسمح هذه العملية للتلاميذ المعنيين بمزاولة تعليمهم في السنة الأولى ابتدائي وفق البرنامج التعليمي الرسمي لوزارة التربية. وأوضحت سميرة توعا المكلفة بالإعلام لدى الجمعية الوطنية للأطفال المصابين بمرض التوحد، أنه سيتم تجنيد مربين متخصصين ضمن هذه المبادرة المشتركة مع مديرية التربية، وسيشمل هذا القسم النموذجي مجموعة أولى من الأطفال الذين أتموا بنجاح مرحلة التعليم التحضيري بروضة للأطفال مختصة في التكفل بالمصابين بالتوحد، حسب المصدر نفسه. ويعتبر الأداء الذي حققه مرضى التوحد الصغار في القسم التحضيري مؤشرا على قدرتهم على الاندماج ككل الأطفال، حسب فريدة مليكاش، المتخصصة في علم النفس والنطق بالجمعية، التي أكدت على أهمية الكشف المبكر عن التوحد لتحسين التكفل في مرحلة التحضيري، مشيرة إلى أن التشخيص السريع يشكل نقطة انطلاق لتدخل فعال ومثمر. وذكرت مليكاش بعدم توفر علاج للتوحد، ولكن يوجد وسائل متعددة للتكفل المعرفي ويعد أسلوب التحليل السلوكي التطبيقي ''أبا'' الأكثر استخداما، حيث يكتسي طابعا تربويا مع إشراك تدخل مكثف بغية تحقيق أحسن اندماج في المجتمع. وقد حدد التوحد الذي يعد اضطرابا يصيب النمو في العامين الأولين من عمر الطفل الذي يترجم بخلل في الإدراك والسلوك في عام 1943 من قبل الأخصائي في علم النفس للأطفال ليو كانير (1894 - 1981)، وتتمثل أعراضه الأساسية في الانطواء على النفس وصعوبات في التواصل مع الغير والعزلة وجهل الآخرين وعدم قبول التغيير، وكذا اضطرابات المزاج والنوم والأكل.