لم تحمل العقوبات التي تعرض لها اتحاد الحراش واتحاد الجزائر أي جديد ماعدا تكرار أساليب العلاج المألوفة، التي تلجأ إليها لجنة الانضباط بالرابطة الوطنية كلما حاولت الحد من ظاهرة العنف التي بلغت درجة متعفنة، خلال اللقاء الذي جمع بين الفريقين في إطار كأس الجمهورية. إن اللجوء إلى حرمان الفرق من جماهيرها لعدد معين من المقابلات أثبت فشله في هكذا مناسبة، والدليل أن مظاهر العنف والفوضى ما تزال موجودة وتتكرر في كل أسبوع، وهو ما يعطي الانطباع أن الحلول باتت مفقودة لدى القائمين على تسيير شؤون البطولة الاحترافية، بعد أن عجزوا عن التقليل من هذه العدوى التي باتت تنخر جسم كرتنا، قد يقول قائل أن قرار إجراء المقابلات دون جمهور هو أقصى ما يمكن أن تسلطه لجنة الانضباط على جماهير الأندية التي تتسبب في العنف وأعمال الشغب التي وقعت لحد الآن، غير أن ما يمكن استخلاصه هو أن الجمهور الذي يحرم لأسبوع أو أسبوعين أو أكثر لا يلبث أن يكرر فعلته عندما تنتهي العقوبات، وهو ما يحيلنا إلى طرح العديد من الأسئلة عن الطرق والأساليب التي استعملتها بعض البلدان للقضاء على ظاهرة الهوليغانز التي انتشرت في التسعينيات عبر بعض البلدان الأوروبية، والتي ارتكزت أساسا على حلول موضوعية وجادة قوامها دراسات معمقة أجريت على أعلى مستوى، وطبقت بطريقة دقيقة، مما جعل نتائجها جد إيجابية وأدت إلى محاربة جذرية لكل أنواع العنف التي عرفتها هذه البلدان في فترات معينة. وتبقى أبرز القرارات التي اتخذت في هذا المجال، استعمال أساليب جد متطورة للقضاء على الظاهرة على منوال استعمالها للكاميرات في مداخل الملاعب والمدرجات لمراقبة سلوكات المناصرين، وكذا منع كل من تثبت ضده أعمال شغب، حيث يحرم من دخول الملاعب، فيما تم كذلك إحالة العديد من المناصرين المتعصبين على العدالة وصدرت في حقهم عقوبات السجن النافذ. وبالعودة إلى الفضاء الكروي الجزائري، حري بنا التذكير بالتصريحات التي أدلى بها رئيس الرابطة محفوظ قرباج قبل أسابيع عندما أكد أن لقاءات الداربي سوف تجري بحضور الجمهور ولن تتعرض الأندية التي تنشطها إلى عقوبات حرمانها من الجلوس على المدرجات ومتابعة المقابلات. وفي جانب آخر من القرارات الغريبة التي فاجأتنا بها الرابطة، إصرارها على إجراء لقاءات الداربي العاصمي بملعب 5 جويلية حتى في ظل غياب الجمهور على منوال اللقاء المرتقب اليوم بين الحراش والمولودية، ولنا أن نتصور أجواء اللقاء الذي سيجري في ملعب كبير مثل 5 جويلية أمام مدرجات شاغرة.