عارض سكان بلدية تادمايت، صبيحة أمس، الواقعة على بعد 15 كم غرب مدينة تيزي وزو، مشروع إنجاز مفرغة عمومية بمنطقتهم، حيث أقدموا على غلق الطريق الوطني رقم ,12 الرابط بين مدينتي تيزي وزو والجزائر العاصمة، طيلة الفترة الصباحية، للمطالبة بإلغاء قرار إنجاز المشروع وتحويله لمنطقة أخرى من الولاية. وحسبما صرح به المحتجون ل''الجزائر نيوز''، فإن مديرية البيئة لولاية تيزي وزو، وبالتنسيق مع السلطات المحلية، قامت بإدراج مشروع إنجاز مفرغة عمومية على مستوى بلديتهم دون الأخذ بعين الإعتبار للنتائج الوخيمة التي قد تعود بالسلب على صحة السكان والمحيط على حد سواء، كما أكدوا، ومن جهة أخرى، عن رفضهم القاطع استقبال نفايات المناطق المجاورة غلى غرار بلديتي سيدي نعمان وذراع بن خدة، وطالبوا السلطات المعنية بضرورة إنجاز مركز لإستقبال النفايات على مستوى كل بلدية بدل تخصيص مركز واحد تستفيد منه عدة بلديات، لا سيما، أن بلديتهم تعاني من مشكل نقص العقار وليس بإمكانها احتواء الكميات الهائلة من القمامات المنزلية التي سترمى في هذه المفرغة العمومية. هذا، ووجه المحتجون أصابع الإتهام إلى السلطات البلدية التي وبحسبهم، لم تقم بمعارضة قرار إنجاز هذا المشروع بالرغم من علمها اليقين بأن المفرغة العمومية المبرمجة لا يخص بها فقط التجمعات السكانية المتواجدة بالبلدية و''إنما مفرغة ولائية وبإمكانية كل البلديات الأخرى استغلالها''. وعلى صعيد آخر، برر المحتجون قرار معارضتهم الشديدة لإنجاز المشروع بالتأخر الفادح الذي تشهده تادمايت، في المجال التنموي وعلى جميع الأصعدة، حيث ناشدوا السلطات المحلية بضرورة استغلال الأرضية المخصصة للمشروع لإنجاز مشاريع تنموية من شأنها أن تلعب دورا هاما في إخراج مواطني المنطقة من دائرة العزلة والتهميش التي يعانون منها. ومن ناحية أخرى، أكد رئيس بلدية تادمايت، وفي البيان الصادر عنه، والذي تحصلت ''الجزائر نيوز'' على نسخة منه، على أن مشروع إنجاز المفرغة العمومية على مستوى البلدية كان بعد إجراء مجموعة من الإجراءات الإدارية، وهي موجهة خصيصا لإستقبال النفايات المنزلية لسكان المحليين دون غيرهم، وأضاف أن عملية غلق الطريق التي أقدم عليها العشرات من السكان صبيحة أمس، جاءت نتيجة للإشاعات التي روج بعض الأشخاص عن طريق بيان مجهول لصق بداية الأسبوع الجاري في وسط مدينة تادمايت، حيث أكدوا فيه أن المفرغة العمومية ولائية، ''وهو الأمر الذي يتنافى تماما مع أمر الواقع، مشيرا إلى أن المجلس الشعبي البلدي جد واعي بالقرار الذي اتخذه، وليس بإمكانه تجسيد مشروع يعارض مصلحة سكان المنطقة''. هذا، ويجدر الإشارة إلى أن أكبر المشاريع الخاصة بإستقبال النفايات المنزلية عبر ولاية تيزي وزو، والبالغة عددها ثلاثة، لاتزال حبيسة المكاتب بسبب معارضة السكان الشديدة لإنجازها والمبرمجة في كل من المناطق التالية: فريحة، ميزرانة، ومنطقة بوبهير، وهو المشكل الذي جعل 18 بلدية من الولاية تغرق في النفايات المنزلية.