ثنائية ''عز الدين عبار'' و''احميدة عياشي'' تمتد لعشرين عاما، كيف كانت تجربة العودة إلى نص اشتغلتم عليه بداية اجتماعكم، وقدمتما بعده عملين آخرين؟ لقاؤنا الأول بحضور الممثلين ''نضال'' و''عبد القادر'' كان مع عودة ''عياشي'' إلى ''سيدي بلعباس'' منتصف التسعينيات· قمنا باستغلال الفترة التي عاشها ''عياشي'' هنا، من أجل أن يقوم بكتابة نص يحاكي واقع تلك الفترة التي مر بها البلد في تلك الفترة، قمنا بإنشاء تعاونية ''تينهينان'' و''عياشي'' قام بكتابة نص ''هابيل''، وأنجزنا عملنا عام ,1996 في وقت صعب· لم تسمح لنا الظروف بالقيام بجولة عبر الوطن، كنا نقدم العرض في المناسبات والمهرجانات، وفي كل مكان نستطيع تقديمه بما يشمل المداشر، الظروف كانت صعبة جدا، وبالتالي بقيت غصة لدينا كلنا لأن العمل لم يأخذ حظه· عام ,2001 جاءتنا فرصة عرض العمل في فرنسا في إطار فعالية تسمى ''الفن الحي في الجزائر''، ومن هنا قررا الممثلان ''نضال'' و''عبد القادر'' الاستقرار بفرنسا، مع الفرص التي أتيحت لهما، بينما قررت أنا البقاء في الجزائر قلت لنفسي: ''عز الدين··· استمر في عيش شغفك ببلادك''، حينما عاد ''عياشي'' إلى العاصمة وجدت نفسي وحيدا· اشتغلت مع فرقة ''النسور'' بتندوف، وبقيت على اتصال بأصدقائي، وهاهي الفرصة واتت مجددا ليأخذ العمل فرصته· هل النسخة الحالية، هي نفسها النسخة التي عرضت عام ,1996 أم أنه هناك بعض الأمور التي أعيد الاشتغال عليها؟ العرض ليس نفسه، صحيح أن النص هو نفسه، والممثلان لم يتغيرا، لكن الرؤية تغيرت· في النسخة الأولى تركز العمل كثيرا على التعبيرات الجسدية، ومع مرور الوقت وتغير مورفولوجيا الممثلين، كان من غير المعقول أن يتم الإبقاء على نفس الأطروحة الإخراجية· ومن هنا تخلينا عن السينوغرافيا، واشتغلنا على فضاء عار، حتى نمنح للممثلين مساحات أوسع· ما الذي يمكن قوله عن تجربة إعادة الاشتغال على نص سابق؟ ''هابيل'' كان الحلقة الأولى من ثلاثيتي مع ''عياشي''، اشتغلت معه بعدها على مسرحية ''نون''، ثم ''ليالي آلموت'' من إنتاج المسرح الجهوي لسيدي بلعباس· بعد 15 عاما، من العمل نضجنا جميعنا، وبالتالي كان العمل امتحانا لخبراتنا، وفرصة لتطبيق كل ما خبرناه خلال الفترة السابقة من العمل·