نص ''الزايخة'' كان في الأصل وان مان شو، ما هي الصعوبات التي واجهتك كمخرجة للعمل، في إعطائه مسحة درامية؟ الصعوبة بالدرجة الأولى كانت في التعاطي مع كاتب النص، كما يعلم الجميع ''العمري كعوان'' لا يؤمن كثيرا بأهمية بعض مكونات العرض المسرحي كالإضاءة والسينوغرافيا، وبعد مشاهدته للتدريبات، اقتنع بالتدريج بجدوى الاشتغال على هذه الأمور، بالنسبة للنص لم أواجه الكثير من الصعوبات لأنه يحتوي على لحظات درامية، خاصة حينما تتحدث ''الزايخة'' عن حياتها العملية في مركز التوليد. النص في الأصل كُتب لفنانة معينة، ثم كان من نصيب فنانة أخرى في نهاية المطاف، هل كان من السهل الخروج من جسد الفنانة الأولى؟ لا أعرف ''مسرحيا'' الفنانة التي تتحدث عنها، الفكرة التي شكلتها عنها هي من خلال متابعتي لبعض من أعمالها التلفزيونية، ومن هنا لم يؤثر الأمر كثيرا على عملي خاصة وأننا لم نبدأ في العمل سويا، ربما لو كنا قد بدأنا العمل ثم توقفنا في منتصفه لكان من الصعب أن أخرج من عباءة الفنانة الأولى. النص كتب بعد وان مان شو ''وردة''، وكان من المفروض أن يحول إلى لمحات ساخرة للعرض خلال شهر رمضان، ثم أعدت الاشتغال عليه بأسلوب مسرحي، باختصار شهدت ولادة هذا النص، وبالتالي رؤيتي الإخراجية كانت واضحة. المعروف هو أنك تمثلين عادة ما يكتبه ''العمري كعوان''، هل كان سبب اختياركما لممثلة أخرى لتجسيد دور ''الزايخة'' رغبة في كسر هذه الثنائية؟ نعم، كنا نرغب في خوض تجربة جديدة، إضافة إلى أنني كنت منشغلة بالجولة الخاصة بوان مان شو ''وردة''، وبالتالي كان مستحيلا أن أدخل تجربة تمثيل أخرى، اللقاء بالممثلة كان صدفة حينما شاهدنا مسرحية ''زوبعة في فنجان'' لأحمد رزاق بعنابة، ورغم أنها كانت تمثل شخصية كاريكاتورية، إلا أننا لمسنا إمكانية أن يكون دور ''الزايخة'' مناسبا لها، وقد كانت لدينا نظرة مشتركة للأمر أنا والعمري، بخصوص هذه الممثلة. سبق وقلت أن العمري يفضل الاشتغال على الفضاءات العارية، الأمر الذي شاهدناه في وان مان شو ''وردة''، هل عوضت الأشياء التي حرمت منها في ''وردة''، أثناء الاشتغال إخراجيا على ''الزايخة''؟ نعم بالتأكيد، كممثلة في عمل ''وردة'' لم أكن أملك حق نقاش رؤيته الإخراجية للعمل، خاصة وأن كعوان متخصص في الوان مان شو أكثر مني، أما هذا العمل فقد أتاح لي فرصة إخراج بعض الأشياء التي كنت أحفظها بداخلي.