نفى الكاتب الجزائري المقيم بفرنسا، محمد مولسهول، المعروف أدبيا باسم ياسمينة خضرة، أن يكون الحراك الذي يشهده العالم العربي منذ العام الماضي ''ثورة''، بل ذهب إلى أبعد من هذا بوصفه لما يحدث ب ''العاصفة'' التي لا تفرق بين الجيد والرديء مما تصادفه في طريقها· مولسهول الذي حل، أول أمس، ضيفا على المدرسة العليا للعلوم السياسية، انتقد بقسوة التغييرات التي يشهدها العالم العربي، معتبرا أن ما يصطلح عليه بالربيع العربي ''لا هو ربيع، ولا هي ثورة''، نافيا أن تكون ''مشروع لبناء المجتمعات''، وفضّل صاحب ''بما تحلم الذئاب'' وصفها ب ''العاصفة''، لأن -حسبه- ''العاصفة وحدها هي التي لا تفرق بين الرديء والجيد وتأخذ كل شيء يعترض طريقها''· وذهب ياسمينة خضرة إلى أبعد الحدود في موقفه ضد الذين يصفون حراك العالم العربي ب ''الثورة''، حيث أكد أن ''الثورة يجب أن يقودها أناس لهم كاريزما معينة ولديهم مشروعا وتخطيطا مستقبليا لما بعد الثورة''، وهي معطيات غير متوفرة في ما شهده العالم العربي في الأشهر الأخيرة· وأكد الكاتب في حديثه أن الأمر صار أسوأ من ذي قبل بليبيا ذات التركيبة القبلية، مثلا، وكيف أثر ما يسمونه بالثورة على القبائل المتشتتة وحتى على قبائل مالي، حسب مولسهول. في سياق منفصل، قال ياسمينة خضرة، رئيس المركز الثقافي الجزائري بفرنسا، خلال لقائه بطلبة المدرسة الوطنية للعلوم السياسية، حول واقع الشباب الجزائري، أنه يتفهم معاناة وإحباط هذه الفئة التي لا بد لها أن تتسلح بالعلم والثقافة للخروج من أزمتها -حسبه- معربا عن تفاؤله بشأن مستقبل الشباب، ضاربا المثل بإنجازات ونجاحات الشباب الجزائري بفرنسا. من جهة أخرى، انتقد الكاتب الصحافة الجزائرية التي قال بأنها تهمّش أفكاره ومؤلفاته رغم صداها في الصحافة الفرنسية والعالمية.. مولسهول، وفي رده عن سؤال حول أهم العقبات التي تواجهه في فرنسا، أكد أنه لا يعاني أية مشاكل في تعامله مع الفرنسيين، غير أنه ينزعج من اللوبي الجزائري بفرنسا ممن يصرون على إلصاق صفة العسكري السابق في واجهة كل أعماله ويؤولون كل أفكاره إلى هذه المرجعية لضرب مصداقية وموضوعية مؤلفاته، في حين أكد أنه شخصيا لا ينتمي لأي جماعة وأن له أفكاره وآراءه وقناعته الخاصة به ككاتب ومثقف.