صدر أمس عن دار النشر الفرنسية "إيدي ليفغ" للكاتب" سلامنية بن داود " مؤلف جديد باللغة الفرنسية عنوانه "محمد مولسهول، ياسمينة خضراء الآخر"، والذي يتناول من خلال أهم المحاور التي تضمنها إلى تقييم نمط كتابة ابن مدينة القنادسة ببشار وكيف انتقل من نقيض إلى نقيض، لما كتب باسمه الحقيقي " محمد مولسهول" أين كان يتحدث عن الجمال الساحر وشموخ وطنه الأم الجزائر، وبين مؤلفاته التي كتبها بالإسم المستعار "ياسمينة خضراء عند انتقاله إلى فرنسا، والتي يتطرق فيها إلى مواضيع تهز أفكار الغربيين كقضية الإرهاب، لاسيما في روايته المثيرة للجدل"الاعتداء"، وحسب النقاد العرب والجزائريين تعد مساسا غير مبرر بالقضية الفلسطينية. ووصف صاحب كتاب" الحرڤة" قلم محمد مولسهول بالحاد من جهة، والبعيد عن الطريق الصحيح من جهة أخرى، لأن في تقديره كتاباته الأولى وظفت الأخلاق لصالح ترويج الفكرة الجميلة عن البلد، أما الكتابات الثانية التي وقعها بالإسم المستعار فهي وإن كانت تعطي قيمة أكبر لترويج كتبه إلا أنها تسيء للبلد، خاصة لما يتحدث عن روح التمرد والثورة على أوضاع بلده التي أهلكها الإرهاب والفساد، مشيرا لفرحة الغرب به وافتقاد الجنوب له، ومن ثم يتوجه بندائه للغرب بتعبيره" أرجعوا لنا محمد مولسهول وخذوا ياسمينة خضراء"، متمنيا منه أن يحذوفي توظيف الثقافة والتراث الجزائريين. ولقد انتقد بشدة "سلامنية بن داود" في كتابه الذي يقع في 176 صفحة، الأفكار التي تبناها "مولسهول" في كل من روايته سنونوات كابول"، "الاعتداء" ورواية "صفارات بغداد"، وأخرى التي عدها الكاتب تخدم الفكر الغربي الذي يرى بأن العالم العربي معقل الإرهاب، مفنذا ذلك بقوله " الإرهاب نشأ في أوروبا وأمريكا، وما الإرهاب في الجزائر إلا نتيجة تراكمات مثله مثل ظاهرة الحرڤة، ولعل أهم أسبابه الأوضاع السياسية الراكدة، تفشي البيروقراطية، البطالة،، غياب المشاريع التنموية وغيرها من العوامل التي ساهمت بشكل كبير في تنامي هذه الظاهرة التي مست العالم بأسره". توقف "بن داود" في هذا الكتاب النقدي الذي كان حوصلة قراءته ل 17 مؤلفا للكاتب محمد مولسهول، عند أهم خصائص كتابته، وهواعتماده على ثقافة البداوة التي يقدسها، إضافة إلى الأسلوب الراقي في السرد والتحكم في طريقة توظيف البيان، وكذا مسحة الغموض التي يستخدمها للتشويق أكثر، لدرجة تشبيه كتاباته بألبيركامو". ليختم كتابه بتساؤل مفتوح" لولم تعاني الجزائر من الإرهاب كبقية العالم، هل كان بإمكاننا أن نشهد بروز إسم الكاتب ياسمينة خضراء على الساحة الأدبية أكثر من أمس؟"