على خلفية الأحداث المأساوية التي وقعت بملعبي 5 جويلية وسعيدة، صنفت مقابلة شباب بلوزداد وشباب قسنطينة في إطار الدور نصف النهائي لكأس الجمهورية بملعب 20 أوت، ضمن المواجهات التي تنذر بخروجها عن نطاقها الكروي لعدة اعتبارات منها صغر حجم الملعب، والجدل الكبير الذي حدث قبيل اللقاء خاصة ما تعلق باقتراح نقله إلى 5 جويلية لتفادي الضغط، غير أن القرارات التي اتخذتها الفاف واللجنة المكلفة بمنافسة كأس الجمهورية وضعت حدا لكل الاحتمالات بعد أن أبقت على ملعب 20 أوت وفق ما تنص عليه القوانين التي تنظم المنافسة والقاضية باللعب في ميدان الأندية التي تسحب الأولى· الأبواب فتحت باكرا منذ الصباح الباكر ليوم أمس احتلت قوات الأمن مواقعها في النقاط الاستراتيجية المؤدية إلى ملعب 20 أوت وأمام المدخل الرئيسي، حيث جند الآلاف من عناصر الشرطة تحسبا لأي انزلاقات، وهو ما وقفنا عليه عند زيارتنا إلى الملعب، حيث تطلّب الأمر وقتا طويلا نتيجة الازدحام الكبير الذي ميز حركة المرور بسبب غلق بعض الطرق الرئيسية على منوال شارع بلكور، وعندما وصلنا إلى الملعب وجدنا أبوابه مغلقة في وجه الجماهير الكبيرة التي كانت تتوافد عليه، وقد قيل لنا بأن مدرجات الملعب قد امتلأت عن آخرها في حدود الساعة التاسعة صباحا، وهو ما يفسر الإجراء الاحتياطي الذي أُتخذ من خلال فتح أبواب الملعب مبكرا حتى لا يحدث الازدحام المتوقع، ومع اقتراب الساعة الحادية عشرة صباحا أغلقت أبواب الملعب، بعد أن ضرب عليه حصار محكم من طرف رجال الأمن الذين حاصروا مئات المناصرين الذين حاولوا الاقتراب من المدخل الرئيسي للملعب، الأمر الذي خلق نوعا من الاستياء لدى بعض الأنصار الذين حاولوا عدة مرات اختراق الجدار الأمني لكن محاولاتهم باءت بالفشل، ولم يسمح سوى لبعض الأنصار الذين كانت بحوزتهم تذاكر اللقاء للوصول إلى الباب الجانبي الموجود عليمستوى الملعب· ممتهنو السوق السوداء كانوا في الموعد ويمكن القول أن الأمور سارت على أحسن ما يرام رغم إصرار بعض المناصرين على البقاء قبالة الملعب على بعض حوالي 200م، وهو ما جعل الأجواء عند باب الملعب تتسم بالهدوء ما عدا بعض المارة كبار السن الذين سمح لهم بالمرور· ولم يكن محيط ملعب 20 أوت هو الوحيد الذي عرف تواجدا كثيفا لقوات الأمن، حيث عرفت كذلك بعض الشوارع الأخرى المحاذية للملعب أو القريبة منها حصارا أمنيا كبيرا امتد إلى غاية محكمة رويسو، ناهيك عن طول شارع بلوزداد مما خلق نوعا من الصعوبة بالنسبة للسائقين· وبعيدا عن كل الإجراءات الأمنية التي اتخذت وكذا غلق أبواب الملعب قبل منتصف النهار، فقد ظل ممتهنو السوق السوداء يبيعون التذاكر، حيث وصل سعرها إلى 400 دج جزائري، فيما ظهرت إشاعات في محيط الملعب مفادها أن هناك العديد من التذاكر المزورة، خاصة في ظل امتلاء كل مدرجات الملعب، وحسب أحد الذين التقيناهم، فإن الأسعار في السوق السوداء كانت في الساعات الأولى للصباح باهظة قبل أن يقرر أصحابها خفض ثمنها بعد أن تم الاعلان عن امتلاء الملعب بالمناصرين·