بدأت حركة اليهود الجديد من فئة الأرجل السوداء الحاقدة على مختلف الموروثات الثقافية الجزائرية باللهث والبحث والتزوير والاحتيال من أجل تهويد الموروث الثقافي الموسيقي، بداية بالمألوف القسنطيني الجزائري أولا ثم إلى الميادين المعرفية والحرفية (الملابس - الحلي الطبخ الخراطة النجارة والنحاس) تعرف الموسيقى الأندلسية بذلك النغم المتميز القادم إلى الجزائر من شبه الجزيرة الأيبيرية (اسبانيا) التي أطلق عليها المسلمون (أيام عزهم) جزيرة الأندلس في الفترة الممتدة من عام 711 إلى عام 1422م، تلك الجزيرة التي تضم أقاليم (طليطلة قرطبة غرناطة مريم) غربا وهي غير (اندلوسيا) جنوبا، تلك الموسيقى المركبة من الإيقاع المحلي والنغم الأمازيغي والموشح العربي الزريابي الأصيل، الذي أخذ مكانة مرموقة في الذاكرة الفنية الأندلسية الأمازيغية البربرية الزنجية، وغيرها من الأجناس البشرية التي جمعتها شبه جزيرة الأندلس، والتي أفرزت ذلك الموروث الثقافي الموسيقي المتجدد بشقيه الديني والديواني والدنيوي طيلة ثمانمائة (800) عام بالأندلس وأكثر من ستمائة (600) عام بالشمال الإفريقي· التي انتشر فيها بشكل يسترعي الاهتمام (الجزائر المغرب تونس ليبيا موريتانيا) بعد سقوط غرناطة وهجرة المسلمين عربا وعجما عام 1492م· حيث عرفت تلك الهجرات كذلك نحو بلدان مشرقية (مصر سوريا) إضافة إلى تطور وتنوع الموسيقى الأندلسي (الموشح) ارتباطا بالشعر والكلمة العربية المعبرة، إلى جانب الإسبانية والنظم المحلي الديني والديواني والدنيوي وفق منوال (من أيام الفلاح إلى الليالي الميلاح) تحولت من خلاله تلك الموسيقى وظهرت في أشكال موسيقية (الآلي الحوزي الغرناطي الصنعة العروبي المألوف) وكذلك في وصف غنائي عرف بموسيقى (البيض الكحل والوصفان اليهود الربايبي الطرز) إلى غير ذلك من النعوت والأوصاف التي أصابت مسار الموسيقى الأندلسية أفقدتها أكثر من ثلاث عشرة (13) نوبة· تلك الموسيقى الراقية وذلك الفن الحضاري المتميز الذي لم تسايره البحوث والدراسات العلمية الأكاديمية منذ ذلك العهد إلى الألفية الثالثة، رغم توفر الوثائق والتدوينات لذلك الفن الراقي بالمكتبات ومراكز الدراسات الإسبانية، ذلك الموروث الثقافي الموسيقي الحضاري الذي مازال عرضة للتبديد والتشويه والمتاجرة به في فضاءات الدعة والخلاعة والمجون من قبل الجهلة الدجالون الأميون وأنصاف العازفين بالتقليد، أفقدته تلك المكانة المرموقة والقداسة الفنية في مجالس السادة والقادة ومحافل العلماء والأدباء بدواوين وبلاطات الأمراء، ومواسم مشايخ الطرق الصوفية وذكرى الأعياد الدينية (المولد النبوي الشريف) ومواكب الحجاج والاحتفالات العائلية (الأعراس الختان العقيقة) ذلك الفن وتلك الموسيقى التي جمعت بين المهاجرين والحضر البلديين بالمدن والحواضر التاريخية (وهرانتلمسانالجزائرالبليدةبجايةعنابةقسنطينة) من (قوط موريسك يهود عرب أمازيغ بربر) وغيرهم من وجدوا في المجتمع الجزائري حظوة حسن الاستقبال والضيافة وروح التسامح وعلاقات التعايش الاجتماعي، ساعدهم على ممارسة مختلف النشاطات التجارية والحرفية والثقافية والشعائر الدينية والمذهبية، ومختلف فنون الفكر الثقافي الموسيقي الذي تمخضت عنه العديد من المدارس الموسيقية التقليدية الشعبية المزعومة، التي زادته تفكيكا وتشرذما بالأقطار المغاربية (المغرب الجزائر ليبيا تونس موريتانيا) حصرته في الضرب المبرح على الطبلة والطار، والخدش على العود والكمان وأوتار القيتار، ونسب ذلك الهدير إلى قرطبة وغرناطة وأشبيليا وإلى عرب ويهود جزر البليار، وغيرها من المدارس الموسيقية الأندلسية المزعومة التي أفرزتها الدراسات الاستشراقية المتأخرة التي ظهرت مع الحرب العالمية الثانية من قبل بعض الأفراد من الحركة الإستشراقية التي ركزت في دراستها الميدانية الهادفة على التسجيلات الموسيقية الغنائية التي أشتهر بها المغنون اليهود، بعد الثلاثينات والأربعينات من القرن العشرين، وهي الفترة التي أخذ فيها مصطلح الموسيقى الأندلسية الظهور على الساحة الفنية من جديد بالأقطار المغاربية والتي عرفت بأغاني (تايهوديت أو الموسيقى اليهودية) كانت تؤدى بالعربية والأمازيغية والعبرية والإسبانية والخليط من اللهجات الأخرى التي انفرد بها المغنون اليهود أمثال: الشيخ ريمون ليريس (مواليد قسنطينة 1912 - 1961) وسليم الهلالي (مواليد عنابة:1923 - 2005) وسلطانه داوود رينات (مواليد تيارت: 1918 - 2008 ) وفي المغرب ظهر سامي سالمون أمزلاج (1922 2008) وزهرة الفاسية (1900 1995) وفي تونس ظهر الشيخ العفريت إسرائيل روزيو (1897 - 1939) وحبيبة مارقريت مسيكة (1903 - 1930) وغيرهم كثر من الذين زادوه تشتيتا وتفكيكا وانحرافا عن الجادة الأصلية أدخلت ذلك الموروث الموسيقي الأندلسي في الألفية في الثالثة صراعات حقيقية حول تحديد صاحب الحق وتعيين الوارث الشرعي والأقرب لنوع وطبع الطرب الأندلسي، في الأقطار المغاربية والشمال الإفريقي، قبل أن يتحرك الآخرون من بلدان البحر الأبيض المتوسط للمطالبة بإيقاع أو طبع أو مقام أو بنوبة كاملة، من ذلك التراث الثقافي الأندلسي العربي الزريابي الأصيل، الذي بدأت حركة اليهود الجديد من فئة الأرجل السوداء الحاقدة على مختلف الموروثات الثقافية الجزائرية باللهث والبحث والتزوير والاحتيال من أجل تهويد الموروث الثقافي الموسيقي، بداية بالمألوف القسنطيني الجزائري أولا ثم إلى الميادين المعرفية والحرفية (الملابس - الحلي الطبخ الخراطة النجارة والنحاس) ذلك التراث الذي زادت فجوته إتساعا· أحاطت ذلك الجزء الهام من الموسيقى الأندلسية للطبوع الاشبيلية (حمص الأندلس) الذي ارتبط بأحد أعرق المدن التاريخية حضارة وفنا وعمارة، إنه المألوف، نوع من الموسيقى الكلاسيكية غير المقيدة بالأوزان وصياغة القوافي المتأصل والمتجذر في مدينة قسنطينة دون سواها، اللهم إلا بعض المقاطع القليلة المحصورة في المدن الجزائرية أو الأقطار المغاربية، وغالبا ما ارتبط هذا النوع من الغناء والموسيقى (في أيام عزه) بالطرق الصوفية (العساوية) والمدائح والأشعار الخاصة بالمولد النبوي الشريف متعديا إلى الأفراح والمناسبات المتعلقة بمشايخ الطرق الصوفية المحلية كما شمل المألوف الاشبيلي الأندلسي المغاربي (القسنطيني) العرب والأمازيغ واليهود وسكان الأحواز وكل من جمعتهم تلك المدينة التاريخية من مهاجرين وحضر وما عرفوه من حسن استقبال وضيافة وإقامة ومعاشرة دفعت بالوافدين إلى ممارسة نشاطاتهم التجارية والحرفية ومختلف فنون الغناء والموسيقى خاصة ''المألوف'' بحيث كان لا ينتهي الاستفتاح بالمسجد والزاوية حتى يكون ألبياتي بالمعبد اليهودي، وذلك قبل طمسه وإتلافه وتفتيته بين الأميين وإنصاف العرب والجهلة الحشاشين من اليهود وغيرهم من الأقنان الذين (فرتنوه) لدرجة حبسه أو وقفه، بل توريثه للمعتوهين من أفراد الآدمية، مما دفع باليهود الجديد بالضفة المقابلة من المتوسط للادعاء والتحرك بأن ''المألوف'' القسنطيني الجزائري يرجع إلى أصول يهودية خاصة ''مقام البياتي'' الذي كان يعزف حسبهم بالمعابد اليهودية ببابل وفلسطين، والمربتط بمختلف قصائد الأدب الوجداني الداعي إلى التذكر والحنين بالأفراح والأطراح الملازمة للهجرات والمعاناة اليهودية وملاحقاتهم المتكررة من قبل المتدينين المسيحيين باعتبارهم (قتلة الأنبياء)· حيث عرف اليهود العديد من الهجرات هروبا من الخطر الداهم نحو الجزائر كانت من إيطاليا عام 1342م ومن الاراضي المنخفضة (هولندابلجيكا لوكسانبورغ) 1350م وانجلترا 1422م وفرنسا .1403 كانت كلها نحو الجزائر، إلا القليل نحو الأقطار المغاربية الأخرى، ذلك إلى جانب هروبهم من الحروب الاستبدادية الكبرى التي عرفتها شبه الجزيرة الأيبيرية وجزر الباليار وما يورقه عام .1287 كما تكثفت الهجرات اليهودية مع سقوط غرناطة 1496م ثم توافدت العائلات اليهودية النافذة سياسيا وتجاريا من مدينة ليفورن مع بداية القرن السابع عشر الميلادي إلى أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، نظرا لما وجدوه في الجزائر من تعايش سلمي حضاري (تلمسانوهران معسكر الجزائرقسنطينة···) مازالت المقابر المعابد تشهد عليهم أولهم، إلا أن اليهود وكعادتهم لا يقرون بالمعروف، لدعوة يعرفها حخاماتهم وأحبارهم جيدا، ذلك الموروث الجزائري القسنطيني الذي مازال يروج له اليهود الجدد أمثال موريس المديوتى، وجاك ليريس، وأندري الطيب وانريكوماسياس، وغيرهم من تجار المألوف القسنطيني هناك، والمتواطئين والمندسين بين جدران مدينة الجسور المعلقة هنا، بدعوى إحياء تراث الأجداد اليهود والتي من بينها أعمال الشيخ ريمون ليريس الذي روجت له الإذاعة الاستعمارية بقسنطينة عام 1490م وعده من الذين سجلوا ودونوا وغنوا بل أنقذوا '' المألوف'' من الإهمال والضياع الكلي لموروث قسنطينة الأصيل، والذي بفضله أخذ المألوف شهرة مغاربية وعربية وعبرية وفرنسية على غرار المرجعيات اليهودية الأخرى· وما قامت به من بحث وتدوين وأداء، وأعمال علمية كبرى تمثلت في كتاب (مجموع الأغاني والألحان من كلام أهل الأندلس) للفنان اليهودي أيدمون ناطان يافيل الذي طبع بالجزائر عام 1942م، جمعت فيه أربعة عشر (14) نوبة· (الولود بقصبة الجزائر عام 1874 - 1928) مضافة لما قدمه الباحث الفرنسي (جيل الرواني) في موسوعته (الموسيقى العربية المغاربية) يحدث ذلك في تراثنا العريق وفي الألفية الثالثة وعصر العولمية والتطور المذهل لوسائل البحث والتكنولوجيا وفتح خزائن المكتبات البحثية المتخصصة والحافظة لتراث الشعوب، بمختلف اللغات ومختلف التخصصات لدراسة وبحث بل نفض الغبار على الموروث الثقافي الجزائري المهاجر والمسلوب والذي مازال يكتسيه الإهمال والنسيان من أهله والتعرض إلى التهويد والفرنسة و·· من غيره، والجامعات ومراكز البحث والمعاهد المتخصصة تزخر بالكفاءات العملية العارفة للمقاصد التراثية (اليوم تهويد المألوف التوراثي وغدا تهويد الموروث التراثي) والشعب الجزائري يقترب من احياء الذكرى الخمسينية التاريخية لاسترجاع السيادة الوطنية بتقديم وتقييم الحصيلة المعرفية والفنية العلمية المنجزة 1962- 2012م·