أصبحت الشبكات الاجتماعية، مكانا مفضلا للتندر على أداء الأحزاب السياسية، حيث تحوّل الفيسبوك إلى موقع للتهكم عليها، واليوتيوب موقعا لنشر فيديوهات الحملة الانتخابية، التي لم تكن بحاجة إلى إضافة جرعة من السخرية، لأنها كانت ''مسخرة'' بحد ذاتها على حسب تعليقات المتابعين· وكانت أكثر التعليقات الساخرة على موقع فيسبوك على قائمة ''البطاطا والبطالة''، التي صممها مجهول لتصبح حديث الشارع، ويتطور الأمر فيما بعد إلى مزاحمتها لصور المترشحين في ولايات مختلفة· شر البلية ما يضحك نال المنسق العام لحزب الشباب، حمانة بوشرمة، الحظ الأوفر من التهكم، حيث تم منحه لقب ''صاحب أنكر صوت''، ولم يزاحمه في حملة التهكم سوى المرشح عن حزب الأفاندي بولاية عنابة، بهاء الدين طليبة، الذي أطلق عليه لقب ''أمير قطر الجزائري''، بينما كانت نجمة حفلة السخرية وبامتياز النائبة نعيمة فرحي، التي أصبحت بقدرة قادر من هواة حمل الرفش، والركوب على ''التراكتورات'' في صور أثارت الكثير من السخرية والاستهجان· يخوفوا فينا؟ نشروا الايباد لم يسلم وزير الأشغال العمومية عمار غول من السخرية، رغم ما بدا إدارة جيدة بخطط مسبقة لحملته الانتخابية، فقد لاقت مسابقته التي أطلقها عبر فيسبوك تحت عنوان ''للجزائر أصمم'' سيلا من الانتقادات، رغم المشاركات الكبيرة طمعا في الفوز بواحد من عشرة أجهزة ''أيباد'' الثمينة··· وقد تسببت صور ''غول'' في أحد المطاعم الشعبية يأكل ''القرنطيطة'' في حملة سخرية واسعة، باعتبار أن الوزير لم يسبق وأن رآه أحد في مطعم شعبي· هذا، وقد ظهر في تقليد لتصميم فيلم توايلايت كل من الأمين العام للأرندي أحمد أويحيى، الأمين العام للأفلان عبد العزيز بلخادم، وأمينة حزب العمال لويزة حنون، في استمرار لمسلسل ''يخوفو فينا'' من التدخل الأجنبي حسب رواد الفيسبوك··· ولم يفوت الفيسبوكيون فرصة الكلاسيكو بين فريقي برشلونة وريال مدريد، لتصميم لوحة ''الكلاسيكو الجزائري'' الناري بين ''أويحيى'' و''بلخادم''· الفيديو·· مسخرة بمقاييس عالية الجودة بين الفيديوهات الرسمية التي بثها التلفزيون الجزائري للحملة الانتخابية، والفيديوهات المسربة من كواليس الحملة الانتخابية، وجد الجزائريون أنفسهم أمام مقاطع تناولها رواد الشبكات الاجتماعية بالسخرية أحيانا، وبإعلان الخجل مما وصفوه مستوى متدنٍ لبعض المترشحين، وقد نال فيديو رئيس الحركة الوطنية للأمل، محمد هادف، وهو يدعو الناس إلى الانتخاب بالقول: ''روحو تقيسو هذيك الورقة''، سيلا من السخرية والشتائم التي وصفته بأبشع الصفات التي لا يمكن نقلها هنا· في حين أن فيديو رئيس حزب الكرامة، محمد حمو، الذي تحدث في أحد اللقاءات عن عودة كل من عنتر يحيى وكريم زياني إلى المنتخب الوطني، لقي حظه كذلك من التهكم· ولم يسلم رجال الدين الذين ''حشروا أنوفهم'' في السياسة أمثال شمس الدين بوروبي، وصالح سماوي من أن يكونوا مادة دسمة للتعليقات، التي اتهمتهما باستغلال الدين في أمور ضيقة· في حين أن فيديو لاعب المنتخب الوطني الأسبق لخضر بلومي، وهو يشرح برنامج حركة المستقبل، كان كارثة على جميع المقاييس، حيث لم تشفع له الورقة التي كان يقرأ منها، في تقديم دقيقتين من الكلام الواضح، وبهذا وضع ''بلومي'' نفسه في وضع حرج، حيث طالبت العديد من الصفحات النشطة على فيسبوك بإجراء مناظرة بينه وبين المرشح العنابي بهاء الدين طليبة، ضمانا لمتعة إضافية· في حين منح أوسكار أحسن فيديو إخراجا وتمثيلا وصوتا، للمنسق العام لحزب الشباب، حمانة بوشرمة، الذي أصبح أكثر المرشحين متابعة نظرا للطريقة الغريبة التي يقدم بها خطاباته، وتتميز برفع الصوت إلى درجة الصراخ المزعج· بعض الأحزاب استقبلت بالحجارة سبق وتناولت ''الجزائر نيوز'' بالتفصيل في عدد البارحة، موضوع تعرض الأحزاب السياسية للرشق والشتم والطرد في مناطق مختلفة من الوطن، وقد حاولت الأحزاب التستر على هذا الأمر، بعدم تقديم شكاوى من جهة، وبالحرص على تفنيد الأمر من جهة أخرى، حيث أصر ''أبو جرة سلطاني'' في الندوة الصحفية التي عقدت بالعاصمة، بمناسبة مرور أسبوع على بداية الحملة الانتخابية، على وصف ما حدث في ''قصر البخاري'' بولاية المدية بسوء التفاهم، الذي تم الاعتذار عنه بإرسال وفد خاص إلى ''التكتل الأخضر''· وقد أظهر ''سلطاني'' تناقضا في أقواله بين الحديث عن جماعة مأجورة وصفها ب ''جماعة الشبيحة والبلطجية''، التي تم دفعها من طرف أحد الأحزاب للتشويش، ومن جهة أخرى أصر على نفي حصول أي اعتداء· كل هذا الكلام قاله رئيس حركة مجتمع السلم، في الوقت الذي أظهر فيديو واضح جدا بث عبر الشبكات الاجتماعية، مواطني ''قصر البخاري'' يطلبون منه الرحيل· موسى تواتي يعترف: ''جامي فوطيت'' كان تصريحا غريبا، ذلك الذي أطلقه زعيم حزب الأفانا، موسي تواتي، حينما اعترف بأنه ''جامي فوطا''، لأن الانتخابات كلها مزوّرة، حسبه· ولم يفهم مناضلو الحزب الذين استقال البعض منهم احتجاجا على هذا التصريح، مدعاة قول مثل هذا الكلام، في حملة انتخابية تدعو الناس إلى التصويت، وليس إلى المقاطعة· وفي حين كان ''تواتي'' يمارس شطحات متناقضة بين الدعوة إلى التصويت، والتصريح بالمقاطعة، برز الشاب البلوزدادي طارق معمري كنجم للمقاطعة الصريحة للانتخابات، وقد حققت فيديوهاته التي نشرها على يويتوب وقام فيها بخلع اللافتات المخصصة لتعليق صور المترشحين، وإحراقه كذلك لبطاقة الانتخاب نسبة مشاهدات قياسية، خاصة بعد تعرّضه للاعتقال، الأمر الذي فجر حملة تضامن انتهت بإطلاق سراحه أول أمس· للحملة شيوخها و''جاكي شانها'' رغم تصريح مرشح إتحاد القوى الديمقراطية الاجتماعية، بليالي محمد، الملقب بجاكي شان الحملة الانتخابية، بأن الملصق الذي تم تداوله بشكل واسع عبر الشبكات الاجتماعية، وصفحات مراصد بعض الجرائد الوطنية، والذي يظهره في وضعية ''كاراتمانية'' هو ملصق مزيف، إلا أن هذا التصريح لم يمنع مرتادي الشبكات من الاستمرار في التنكيت على ''بليالي''، ليصبح نجم الشبكة في وقت قصير، الأمر الذي رآه بعض المتابعين بأنه سيكون في صالحه· في حين تبين في وقت لاحق أن الملصق الحقيقي، يظهره في وضعية ليست بأحسن حال من وضعية ''جاكي شان''، وهو يفتح ذراعيه محتضنا الهواء بشكل مبالغ فيه، بينما تعرض المترشح عن التجمع الوطني الجمهوري بولاية تبسة، بعلوج محمد الصغير، إلى حملة انتقاد بسبب سنه الذي ناهز الثمانين، حيث أمعن الفيسبوكيون في السخرية منه بالقول إنه لم يبلغ السن القانوني للترشح! شعارات الحملة: إفلاس أم استغلال؟ ''نعم نستطيع'' ترجمة حرفية لشعار الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي الحالي ''باراك أوباما''، اعتمدته ''الحركة الوطنية للأمل'' كشعار للحملة الانتخابية، والسؤال الذي يطرح نفسه ''وبإلحاح'': ''ما الذي تستطيع فعله هذه الحركة إذا لم تكن قادرة حتى على خلق شعار؟''، والملاحظة نفسها تنسحب على ''التكتل الأخضر'' الذي ظهر في بعض ملصقاته الدعائية الشعار التجاري ''معاك يا الخضرة ديري حالة''، الذي اعتمدته أحد شركات الهاتف النقال، في حملة ترويجية بمناسبة تصفيات كأس العالم، ليصبح شعارا وطنيا فيما بعد، الأمر الذي يقول عنه أبوجرة سلطاني إنه: ''عدم استغلال لإنجاز وطني، مادام واحدا من صانعيه!''