موسى تواتي..حائرا لم تظهر خيبة الأمل على الوجوه في مداومة المترشح موسى تواتي، بل اكتفى القلة القليلة من المداومين أمس بمقر الحزب بعد إعلان يزيد زرهوني نتائج الانتخابات، بإطلاق تعليقات كان يمكن أن يطلقها أي مواطن عادي في الشارع، وليس بمستوى حاشية مترشح لرئاسة الجمهورية لم يحصّل إلا 2.31٪ من مجموع أصوات الجزائريين. * * اختلف الجو جذريا في مقر الجبهة الوطنية الديمقراطية بين حماس الحملة الانتخابية، يوم كان يعتقد موسى تواتي جازما أنه بإمكان حظه أن يناطح في يوم من الأيام الحسابات السياسية ويجلسه على "عرش" المرادية، وبين برودة "غريبة" خيّمت أمس على مقر حزبه وكأن الأمر لا يتعلق بمتنافس صال وجال أرجاء البلاد خلال الحملة الانتخابية والتقى مناصريه وأطلق عليهم الوعد والوعيد وهدد بالإضراب عن الطعام 7 أيام بلياليها في حال ثبوت التجاوزات، وكأن الجميع بشارع طنجة كان ينتظر أمس أن يسمع ما سمعه من وزير الداخلية. * كان الترقب سيد الموقف وسط الهدوء الذي خيم في قاعة الاجتماعات، أين اجتمع نحو 10 أعضاء مداومين في مقر الأفانا، وانعزل عنهم رئيسها في مكتبه الفخم ينتظر نتيجته، وانتظرنا أن تثور ثائرة المهتمين وهم يستمعون إلى وزير الداخلية زرهوني وهو يذكر "خيبة" مرشحهم الذي تحدى الجميع في مهرجاناته الانتخابية وهو يؤكد انه سيخوض الدور الثاني في كل الأحوال وأمام الرئيس المترشح. * ولأن نتيجة الرئيس بوتفليقة، مثلما أعلنها وزير الداخلية فاقت التوقعات، ما بقي من أنصار تواتي القليلين جدا في مقره أمس إلا انتظار محصّلة مرشحهم من أصوات الجزائريين بعد ما تأكدوا من ضياع المرتبة الثانية التي عادت إلى حنون بنسبة هزيلة أيضا، وكانت نتيجة تواتي جد هزيلة لم تتعد 2.31 % لكن الغريب أن ولا أحد علق عليها، بل اكتفى بالتعليقات التي يمكن أن تصدر من الشارع وهي أن نسبة 90 بالمائة التي حققها بوتفليقة مبالغ فيها ولا تعبر عن الواقع، بل قابلها بعضهم بالضحك والتهكم في حين سكتوا عن الكلام المباح لنتيجة مرشحهم وكأنهم كانوا يعلمون الحدود التي كان ملزما بالوقوف عندها، خاصة عندما تنقلب الأمور إلى جادتها، ويتضح الفرق بين الحملة الانتخابية وصناديق الاقتراع، فهناك يكون ما يكون. * ورفض موسى تواتي أن يدلي لنا بأي تصريح، وكلف مسؤول إعلامه الذي قام مشكورا بدور الوسيط بينيا وبينه في رواق مقر الجبهة الوطنية، بأن يقول لنا "اكتبوا وفق ما يمليه عليكم ضميركم...!!".