قال جمال بن عبد السلام رئيس جبهة الجزائرالجديدة إن ما يقرب 20 حزبا سياسيا أجّلوا اجتماعهم المزمع انعقاده البارحة إلى الإثنين لمعرفة موقف حمس وحزب العمال والأفافاس من قضية مقاطعة البرلمان، وقال أمحمد حديبي إن كلا من النهضة والإصلاح مستعدتان للمقاطعة، بشرط أن تنخرط فيها أحزاب بشكل جدي مثل العمال وحركة مجتمع السلم وجبهة القوى الاشتراكية ، وهو ما يعني أن المبادرة تسير نحو الهاوية. بعدما أفصحت لويزة حنون عن موقفها الصريح بأن حزبها لن يلتحق في الوقت الحالي بأية مبادرة مثلما فعلت جبهة القوى الاشتراكية، التي لم تشن حملة على نتائج التشريعيات، تسعى أحزاب سياسية في ظل هذا الوضع إلى إيجاد مخرج سياسي تعبر من خلاله عن موقف قوي يحافظ على هيبتها في الساحة، خاصة وأن الأمر بالنسبة لحركة مجتمع السلم بات محسوما بعدم الانضمام إلى مبادرة مقاطعي البرلمان. ليس هذا فحسب بل حتى حركتي النهضة والإصلاح اللتان كانتا تبدوان الأكثر إصرارا على الموضوع تسيران اليوم نحو توجه حذر للغاية، إذ لم يشر بيان النهضة الصادر عن مجلس شورتها أمس إلى أي شيء يوحي بجعل هذه الخطوة أولوية في أجندتها السياسية، وقال أمحمد حديبي أن كل من حزبه والنهضة متمسكان بالتكتل كقطب سياسي لكن مقاطعة البرلمان تحتاج إلى انخراط جدّي لأحزاب مؤثرة سياسيا وعدديا من حيث المقاعد وهذا هو الشرط الذي تراه النهضة، مع العلم أن العدد الأكبر للمقاعد بين الأحزاب التي انتقدت نتائج التشريعيات بحوزة حمس والأفافاس والعمال، وهي كلها أحزاب تستبعد الانخراط في هذا المسعى الذي يقترب من السقوط في الماء. وانكبت حركة مجتمع السلم التي تملك 47 مقعدا برلمانيا منذ صباح الأمس وإلى غاية ساعة متأخرة من المساء، على دراسة المشاركة في الحكومة من عدمها في حال وجهت لها الدعوة وليس المشاركة في البرلمان كما أكده ل ''الجزائر نيوز'' معظم الذين تحدثنا إليهم في جلسة افتتاح مجلس الشورى بدورته الطارئة. وكان غول من بين هؤلاء، حينما قال في تصريح ل ''الجزائر نيوز'' حول احتمال دعوته شخصيا للحكومة دون موافقة حزبه ''لكل حادث حديث، فمجلس الشورى مجتمع لاتخاذ موقف هادئ ورصين وليس متسرع''، وهو كلام وإن يبدو موضوعيا إلا أن مصادر من حمس تؤكد أن غول متمسك بخيار المشاركة في الحكومة.