يعاني الطلبة المقيمون بالحي الجامعي ''لابيطا'' بتيزي وزو من مشاكل أثقلت كاهلهم وجعلتهم في صراع يومي مع مرارة العيش التي خلفتها الأوضاع الاجتماعية المزرية التي تشهدها الإقامة، حيث أصبحوا عرضة لكل أنواع المخاطر والأوبئة والتي قد تنجم عن عدة عوامل تتقدمها غياب النظافة، انتشار الأوساخ والحيوانات الضالة، وكذا رداءة الوجبات الغذائية··· وغيرها من النقائص· في ظل الحركة الاحتجاجية التي شنها قاطنو الإقامة الجامعية ''لابيطا'' بغلق مقر الإدارة منذ أكثر من أسبوعين إلى يومنا هذا، تنديدا بالحالة الكارثية التي تتواجد عليها إقامتهم، وقصد الوقوف عن قرب على هذه الأوضاع التي قال ممثلو الطلبة إنها تهدد حياتهم، تنقلت ''الجزائر نيوز'' إلى هذه الإقامة، حيث وقفنا على أوضاع تستدعي دق ناقوس الخطر. أكوام من الأوساخ تغزو الحي والطلبة يوجّهون نداء لجمعيات حماية البيئة للتخلص منها الشيء الأول الذي لفت انتباهنا ونحن ندخل الإقامة الجامعية ''لابيطا''، هي تلك الكميات الهائلة من الأوساخ المتراكمة بداخلها، فالمشهد يعكس من الوهلة الأولى غياب أدنى شروط النظافة بها، حيث أضحت النفايات التي تجمعت لمدة تزيد عن شهرين مصدرا للروائح الكريهة وملجأ للحيوانات الضالة خصوصا الكلاب منها التي أصبحت خطرا حقيقيا يهدد صحة وأمن الطلبة· وما زاد من حدة خطورة الوضع، تواجد هذه المزبلة بالقرب من المطعم· وحسب ما أكده الطلبة، فإن رائحة تعفن بقايا المواد المستعملة في الطهي تصل حتى قاعة المطعم، إضافة إلى الحشرات بكل أنواعها، وكذا الفئران إلى المطعم خصوصا في ظل افتقار نوافذه إلى الزجاج، بالإضافة إلى التشققات العديدة على جدرانه· هذا، وأكد الطلبة أنهم أخطروا الإدارة بهدف إيجاد حلول ناجعة لاحتواء المشكل قبل تفاقمه أكثر لاسيما أمام الارتفاع اليومي الذي تشهده درجات الحرارة، إلا أن تهاونها -حسبهم- لم يغير من الأمر شيئا، وأشاروا إلى أنهم وجهوا نداءً إلى أحد المقاولين الخواص الذي تطوع بجرافة لنقل النفايات وباستعمال الشاحنة التي تتوافر عليها الإقامة، لكن -حسبهم- المدير رفض واكتفى فقط بجمع هذه النفايات في مكان واحد مخلفا بذلك منظرا تشمئز له الأبدان· وفي السياق ذاته، ولكونهم الضحية الأولى، قرروا اللجوء إلى والي الولاية لإيجاد سبل أخرى لاحتواء الوضع، إلا أن رئيس ديوان الوالي أكد لهم أن الأمر يتجاوزهم، وأن تفريغ هذه النفايات في المفارغ العمومية يتطلب أولا الحصول على ترخيص، الأمر الذي أثار استغراب الطلبة الذين أكدوا أنه لم يبق لهم حلا آخر سوى توجيه نداء استغاثة لجمعيات حماية البيئة لمساعدتهم في التخلص من هذه النفايات . الإقامة تضم أزيد من 125 عامل وتهاونهم يحوّلها إلى غابة ونحن نتجول برفقة بعض الطلبة بمختلف زوايا الحي الجامعي، شد انتباهنا تلك الحشائش التي يتجاوز طول أغلبيتها المتر المنتشرة في كل أرجاء الإقامة بشكل غير عادٍ حتى بالقرب من أجنحة الحي التي بالكاد يظهر للعيان الطابق السفلي منها بسبب الحشائش التي تسلقت جدرانها، وهو المنظر الذي يوحي كأنك في غابة وليس بإقامة جامعية· وعن أسباب هذه الحالة الكارثية، أكد الطلبة أن الإدارة، وبالرغم من وجود أكثر من 125 عامل بها، لم تحرك ساكنا للقيام بحملات تطهير ونزع الحشائش التي كان من المقرر أن تنطلق نهاية شهر أفريل المنصرم، مشيرين إلى أن مسؤولي الإقامة، ومن أجل احتواء غضب الطلبة بعد الإعلان عن حركتهم الاحتجاجية، قامت بنزع الحشائش في بعض الأماكن، لكن دون إتمام مهمتها، حيث تركت الحشائش على شكل أكوام بالقرب من أجنحة الإقامة، ما جعلها مصدرا للحشرات الضارة كالبعوض والناموس التي غزت غرف الإقامة الجامعية، معلنة الحرب على الطلبة الذين لم يشفع لهم استعمال المبيدات التي اقتنوها بأموالهم الخاصة من قضاء ليالٍ بيضاء، وكذا تسجيل ظهور حالات من حساسية الجلد. أجنحة الحي في حالة يرثى لها وأموال طائلة تهدر في عمليات إعادة الترميم، لكن دون جدوى مشكل آخر يستدعي دق ناقوس الخطر سجلناه ونحن ندخل الأجنجة الثلاثة التي تتوافر عليها الإقامة الجامعية ''لابيطا''، والمتمثل في الوضع الكارثي الذي تتواجد عليه أجنحة الحي التي تبدو من خلال مظهرها الخارجي قابلة للانهيار في أي وقت. فالتنقل من الطابق السفلي إلى الطابق الأخير يشعرك بأنك لست في إقامة جامعية، بسبب النقائص الفادحة التي تعتريها، حيث أن الانتشار الهائل للأوساخ، خاصة بالقرب من غرف الطلبة، وكذا الروائح الكريهة الصادرة من دوريات المياه، فضلا عن تسرب المياه إلى الغرف، كلها مواصفات صنعت نكبة الطلبة وترجمت كبر حجم معاناتهم بهذه الإقامة· والأمر الذي تأسف عليه الطلبة هو سياسة التسيير العشوائية المنتهجة في إدارة شؤون الإقامة ، حيث أكدوا أن الحي الجامعي وقبل نهاية الموسم الدراسي المنصرم 2010 / 2011 استفاد من مبلغ مالي لإعادة ترميم بعض أجزائه الداخلية مسّ بالخصوص المراحيض والحمامات، وكذا الشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى إعادة ترميم أسقف البنايات لمنع تسرب مياه الأمطار إلى الغرف، إلا أن الأمطار والثلوج الأخيرة كشفت عيوب نوعية الأشغال، حيث كشف الطلبة أن المياه تتسرب إلى داخل غرفهم في كل مرة تتساقط فيها الأمطار، خصوصا الواقعة منها في الطوابق العلوية، مؤكدين أنهم كثيرا ما يمتنعون عن النوم لقوة تدفق المياه ما يثير خوفهم من انهيارها عليهم من لحظة إلى أخرى. وفي سياق متصل، تعد عملية إعادة تركيب الشبكة الكهربائية من أكبر المخاطر المحدقة بالطلبة بسبب عشوائية تركيبها، فخيوطها شبيهة إلى حد بعيد بخيوط شبكة العنكبوت، وأكد الطلبة أنه تم تسجيل شرارات كهربائية عدة تسببت في الكثير من الأحيان في انقطاعات التيار· مراحيض بدون أبواب من العوامل الأخرى المهددة لصحة الطلبة على مستوى الإقامة الجامعية ''لابيطا''، الوضع الكارثي للمراحيض والحمامات، الشيء الذي لفت انتباهنا بهذه الإقامة هي الحالة الكارثية التي تتواجد عليها أغلبية المراحيض التي تنعدم بها الأبواب وانتشار الأوساخ في كل مكان، إضافة إلى أن معظم المراحيض مسدودة وغير صالحة للاستعمال، فضلا عن انسداد مخارج المياه، وتسرب المياه من الحنفيات، ناهيك عن تسرب المياه القذرة من قنوات الصرف الصحي· والشيء الذي أثار سخط الطلبة هو تواجد الحمامات بالقرب من المراحيض، التي تفتقد إلى أدنى الضروريات رغم حداثتها، إذ لم يتم تدعيمها بأبواب من الخشب وإنما بستائر من البلاستيك، ما يجعل الطلبة يتعرضون إلى أمراض جراء تدفق مياه المراحيض إلى الحمامات· كما أشاروا إلى أن الكثير منهم كانوا عرضة لعدة مخاطر بسبب تساقط أجزاء من أسقف الحمامات على رؤوسهم. وكشف الطلبة أيضا أن الحمامات تفتقد للمياه الساخنة، مضيفين أن الإدارة برمجت المياه الساخنة 3 مرات في الأسبوع ومن الساعة السادسة مساء إلى الثامنة مساء، وهو الوقت -على حد تعبيرهم- لا يساعدهم لتزامنه مع فترة تقديم وجبة العشاء. دوريات المياه وقاعة المطالعة تحوّلان إلى غرف لإيواء الطلبة خلال تواجدنا داخل أجنجة الحي، لاحظنا أن إدارة الإقامة، وفي ظل مشكلة اكتظاظ الغرف، أقدمت على تحويل دوريات المياه غير المستعملة إلى غرف لإيواء الطلبة، وذلك بعد أن أخضعتها إلى عملية إعادة الترميم، إلا أن ذلك لم يشفع للطلبة من تكبد عدة معاناة جراء تدفق المياه من القنوات المتواجدة داخل الغرف، وأصبح من في داخلها مجبرين على إخراج المياه من غرفهم ليلا ونهارا، كما أقدم مسؤولو الإقامة أيضا على تحويل قسم إحدى قاعات المطالعة إلى غرفة لإيواء الطلبة، الذين عبّروا لنا عن استيائهم الشديد بسبب غياب أدنى الضروريات في هذه الغرفة على غرار الفراش وما شابه ذلك، مؤكدين أن يوجد بها قاموا بإحضاره بأنفسهم، وذلك في ظل تجاهل الإدارة لمطالبهم. خدمة الإطعام حدث ولا حرج ونوعية الوجبات بالمناسبات عند وصولنا إلى الإقامة الجامعية كانت الساعة تشير إلى الواحدة زوالا، وهي الفترة التي تزامنت مع تقديم وجبة الغذاء للطلبة، فأبينا إلا أن نقوم بجولة استطلاعية داخل المطعم لمعرفة رأي الطلبة في نوعية الوجبات الغذائية· ولدى دخولنا وجدنا الطوابير شبه فارغة، وعندما سألنا عن سبب ذلك أكد أحد الطلبة أن معظم المقيمين توجهوا للإقامات الأخرى المتواجدة بتيزي وزو لتناول وجبة الغذاء بسبب رداءة تلك المقدمة بحيهم، الشيء الذي تأكدنا منه أكثر من خلال الأطباق العديدة التي تركت فوق الطاولات وتحوّلت إلى مصدر رزق للقطط المتواجدة بداخل القاعة· وفي هذا الصدد، اتهم الطلبة مسؤولي المطعم الذين -حسبهم- وبالرغم من توافر كل اللوازم الضرورية لتحسين الوجبات المقدمة، وكذا قلة عدد الطلبة البالغ عددهم 340 مقيم، عجزوا عن تقديم وجبة غذائية جيدة لهم، مشيرين إلى أن ما يتناولونه من وجبات جيدة يحضر فقط في المناسبات كالأعياد الوطنية، أو عندما يريد العمال ذلك. وفي الإطار نفس، وبإلحاح من لجنة الإقامة، حاولنا دخول مطبخ المطعم لمعرفة وضعية الوسائل المستخدمة في إعداد الوجبات ومدى تطابقها مع معايير وشروط النظافة، إلا أن المسؤولة عن المطعم رفضت دخولنا، إلا أننا تمكنا من الحصول على صور التقطها الطلبة داخل المطعم، كشفت عن غياب أدنى شروط النظافة، وكذا قِدم الوسائل المستعملة في الطهي، حيث أن مظهرها يوحي لك كأنه لم يتم تجديدها منذ أن فتحت الإقامة أبوابها في السبعينيات. 42 مليون سنتيم تدفع سنويا كفاتورة الأنترنت والطلبة محرومون من خدماتها من المشاكل الأخرى التي طرحها الطلبة هو غياب خدمة الأنترنت بحيهم الجامعي، إلا أن الشيء الوحيد الذي أثار استغرابهم هو أن الإدارة قامت بتركيب كل الوسائل الضرورية لربط إقامتهم بالأنترنت، والدليل على ذلك وجود جهاز استقبال خاص بها، لكن دون الاستفادة من خدماتها، كما تساءلوا لماذا تدفع الإدارة 42 مليون سنتيم سنويا كفاتورة الأنترنت دون توفيرها للطلبة، مؤكدين أن الإدارة حوّلت إقامتهم إلى حقل تجارب في مجال التكنولوجيات المستعملة لهذا الغرض، حيث قامت -حسبهم- بتغيير شبكة استقبال الأنترنت خلال السنة الدراسية 3 مرات دون فائدة· وكرد فعل منهم على لامبالاة المسؤولين لم يجد الطلبة من سبيل آخر للتعبير عن غضبهم إلا تحويل أسلاك شبكة الأنترنت إلى خيوط لنشر ملابسهم عليها. مياه الخزان الاحتياطي ملوثة والطلبة يستهلكونها دون علم ''صدمت، مؤخرا، عندما اكتشفت حقيقة المياه المتواجدة بالخزان الاحتياطي، كأننا نشرب من مياه الوادي''.·· هي التصريحات التي أدلى بها الطلبة ونحن في طريقنا للاستطلاع عن وضعية الخزان، فعندما وصلنا كان بابه الخارجي مفتوحا، وكذا غطاء خزان المياه، الأمر الذي أثار سخط الطلبة، معتبرين ذلك إهمالا من طرف الإدارة التي تجاهلت مدى خطورة الوضع في حالة إقدام أي أحد على رمي أي مواد سامة في المياه أو تسلل الحيوانات إليها، ما يتسبب حتما في هلاك الجميع· وعندما اقتربنا أكثر من خزان المياه ظهرت لنا المياه كأنها ملوثة ولونها يميل إلى الأخضر، كما أن السلم الحديدي المتواجد بداخل الخزان في وضعية كارثية جراء تعرّضه للصدأ، ما يجعل صحة المقيمين في خطر دائم، وينبئ بحدوث كارثة وبائية إن ظلت الأمور على حالها. تسربات الغاز قنبلة موقوتة تهدد حياة الطلبة تعد تسربات الغاز على مستوى مطعم الإقامة، قنبلة موقوتة تهدد حياتهم، مؤكدين أنهم رفعوا عدة شكاوى إلى الإدارة لأخذ الاحتياطات اللازمة لتجنب حدوث أية كارثة، لكن لا حياة لمن تنادي، حيث اكتشفوا هذه التسربات يوم قيامهم بالحركة الاحتجاجية، وأغلقوا المطعم وتكفلوا بأنفسهم بتوزيع الوجبات الباردة على القاطنين، وأضافوا إن أحد العمال اكتشف تلك التسربات في أماكن عدة من الأنابيب، الأمر الذي حاولنا التأكد منه، إلا أننا مُنعنا من دخول المطعم. وفي السياق ذاته، أكد لنا الطلبة أن الإقامة لم يتم ربطها بعد بالغاز الطبيعي، وأن خزان الغاز المتواجد فوق سطح المطعم مهدد في ظل تعرّضه المتواصل إلى درجة الحرارة، بالانفجار من لحظة إلى أخرى مهددا حياة العديد منهم، إذ زادت مخاوف الطلبة أكثر بعد حادثة تلمسان، وطالبوا من السلطات استدراك الوضع قبل تفاقمه أكثر بتزويد إقامتهم بالغاز الطبيعي. غياب الطبيب المداوم وسيارة الإسعاف وقِدم الحافلات ثالوث يؤرق الطلبة يفتقر الحي الجامعي ''لابيطا'' لأدنى الضروريات الصحية، حيث أن العيادة المتواجدة به -حسب الطلبة- عبارة عن هيكل دون روح، نظرا لعدم توفرها على أية أدوية، وكذا عدم وجود طبيب مداوم ليلا، مشيرين إلى أن المتواجدين منهم في النهار لا يحضرون بصفة دائمة إلى الإقامة، وكشفوا أنه كثيرا ما يتعرّض الطلبة المرضى لمضاعفات صحية بسبب عدم وجود سيارة إسعاف داخل إقامتهم للتكفل بنقل المرضى إلى المستشفى، مؤكدين أنهم كثيرا ما استعملوا سيارات ''الكلونديستان'' لنقل مرضاهم إلى المستشفى. هذا، وعلى صعيد آخر، طرح الطلبة مشكلا آخر، وهو قِدم حافلات النقل الجامعي، مؤكدين أن الستة التي تتواجد حاليا لم تعد صالحة للاستعمال نظرا لقِدمها، وكذا بسبب الأعطاب المتكررة والحالة الكارثية التي تتواجد عليها مقاعدها، ما يجعل حياة الطلبة في خطر دائم. المكتبة وقاعة المطالعة والفضاءات الترفيهية الأخرى في خانة النسيان يعيش طلبة الحي الجامعي ''لابيطا'' جحيما حقيقيا بسبب المشاكل العديدة التي تعتري جل مرافقه خاصة المتعلقة منها بالنقائص المسجلة في مكتبة الإقامة، حيث أكد الطلبة أن المكتبة المتواجدة بإقامتهم لا تتجاوز مساحتها 4 م,2 كما أن الكتب المتواجدة بها قديمة وغير صالحة، ولا تتوافق مع تخصصاتهم، مشيرين إلى أن غياب قاعات المطالعة يعد هاجسا آخر يهدد مسارهم الدراسي، وهذا بعد أن حوّلت بعضها إلى غرف، وكذا الوضعية الكارثية التي تتواجد عليها البقية، ما جعلهم يجدون صعوبة في مراجعة دروسهم أثناء فترة الامتحانات، وبعضهم يجبرون على تحضير أعمالهم التطبيقية في أروقة الأجنحة. وعلى صعيد آخر، ألح الطلبة على ضرورة إعادة تنشيط نادي الإقامة الذي يفتقر إلى أدنى الخدمات، وذلك لكونه المكان الوحيد لقضاء أوقات فراغهم لاسيما بحكم موقع إقامتهم البعيد عن التجمعات السكنية، وكذا عن وسط مدينة تيزي وزو. الطلبة يتهمون نقابة العمال بالتستر على الإدارة والتواطؤ معها أكد أعضاء لجنة الإقامة الجامعية ''لابيطا''، أن نقابة العمال حاولت ثلاث مرات، ومنذ بداية حركتهم الاحتجاجية، إعادة فتح الإدارة، وذلك في محاولة منها لاحتواء المشكل وكسر حركتهم، الوضع الذي كاد -على حد تعبيرهم- أن يخرج عن نطاقه في ظل إصرارهم على عدم فتح الإدارة قبل الاستجابة للائحة المطالب التي رفعوها إلى مدير الإقامة، حيث اتهموا نقابة العمال بالتواطؤ مع الإدارة، ومحاولة تسترها على سياسة اللامبالاة المنتهجة في تسيير شؤون الإقامة· هذا، وكشف الطلبة أنهم كثيرا ما تعرضوا إلى ضغوطات من طرف أعضاء النقابة لدفعهم إلى التراجع عن حركتهم الاحتجاجية وتعليقها. المدير يرد بالمثل ويقوم بتجميد النشاطات الثقافية لم يهضم مدير الإقامة الجامعية ''لابيطا'' الحركة الاحتجاجية التي نظمها الطلبة ضده، مطالبين برحيله الفوري، وكرد فعل منه على الاحتجاج، قام بتجميد النشاطات الثقافية ورحلات النزهة، حيث رفض إعطاء ترخيص لتنظيمها، كما أقدم أيضا على إلغاء العديد منها، وتساءل الطلبة عن أحقيته في هذه الممارسات خصوصا وأنه توجد ميزانية خاصة بتسيير نشاطات الإقامة، متسائلين في السياق ذاته عن مصير هذه الأموال في حالة تجميد هذه النشاطات. عدم التزام المدير بوعوده فجّر الوضع وعن الأسباب التي دفعت الطلبة إلى الاحتجاج بغلق مقر الإدارة ورفع مطلب رحيل المدير فورا، أكد أعضاء لجنة الأقامة أنها تكمن أساسا في عدم التزام المدير بالوعود التي قدمها لهم في الأشهر القليلة المنصرمة، حيث أبدى آنذاك استعداده لتلبية خمس نقاط عاجلة تم مناقشتها في الاجتماع الذي عقدوه معه، على غرار توفير الأنترنت، إعادة ترميم قاعات المطالعة وإيواء الطلبة الأربعة لتحرير قاعة المطالعة التي يتواجدون فيها، بالإضافة إلى رفع كميات الوجبات وتحسين نوعيتها، وكذا تجديد البطاقات الخاصة بالطلبة الذين يعانون من مشاكل صحية لتسهيل مهمة حصولهم على الوجبات الغذائية··. وهي النقاط التي تجاهلها المدير مباشرة بعد تراجعهم عن الحركة الاحتجاجية التي نظموها بداية السنة الجارية. مدير الخدمات الجامعية ''حسناوة'' يرفض حضور اجتماعات الطلبة من جهته، وعلى حد تعبير الطلبة، رفض مدير الخدمات الجامعية ''حسناوة'' الاستماع إلى انشغالاتهم، مؤكدين أنه وفي اللقاء الأخير الذي جمعهم به، أشار إلى عدم شرعية مطالبهم، وأشار الطلبة أيضا إلى أنه رفض حضور الاجتماع الطارئ الذي عقدوه على مستوى إقامتهم بهدف مناقشة الأوضاع الكارثية التي أضحت خطرا يهدد صحتهم على الدوام، كاشفين أن مدير الخدمات الجامعية لم يخصص ولا زيارة عملية إلى إقامتهم منذ سنة كاملة، الرغم أن ذلك يدخل في إطار مهامه كمسؤول أول على تسيير الإقامات الجامعية المتواجدة على مستوى تيزي وزو.