ما الذي كان يريد من وراء قوله أنه (أويحيى) أصبح مصدر قلق للكثيرين أثناء اختتام الدورة السادسة العادية للمجلس الوطني للأرندي؟! هل من وجّه إليهم الرسالة هم داخل أم خارج النظام؟! إننا سنحاول ربط هذه المقولة التي فجرها أويحيى بالنتائج التي حصل عليها حزب أويحيى·· فالكثيرون الذين كانوا مشككين في سير عملية الإنتخابات التشريعية الأخيرة، اعتقدوا، أنه في حالة التزوير، أن الأرندي هو الذي سيحظى بالمرتبة الأولى وليس الأفلان، وهذا بالرغم أن بوتفليقة هو ابن الأفلان ورئيسه في نفس الوقت·· لكن النتائج جاءت مغايرة وجاء الأرندي في المرتبة الثانية لكن بفارق كبير بينه وبين الأفلان·· كيف يمكن قراءة ذلك؟! البعض قرأها على أساس أن أويحيى لم يعد يحظى بذلك الرهان الذي كان قد عقد عليه في السابق لأن يكون مرشحا للنواة الصلبة في النظام للرئاسيات وقد بدأ هذا الرهان ينتقل إلى جانب صف خصمه اللدود، عبد العزيز بلخادم، لكن هذا الأخير ظلت نقطة ضعفه لأن يكون أهلا للرهان عليه هو غموض رؤيته وبراغماتيته التي لم تعد خفية··· ولقد ترك أويحيى هذه المرة يسبح لوحده لمعرفة وزنه الحقيقي على الأرض وقد تكون النتيجة التي حصل عليها بمثابة المفاجأة التي أزعجت المراهنين على موتته السياسية ومن هنا يعتقد البعض أن العصيان الداخلي في صفوف الأرندي، والذي كان يستهدف بشكل أساسي ورئيسي شخص أويحيى كان ضمن هذه الإستراتيجية التي تريد شطبه أو منعه من الدخول إلى رئاسيات 2014 أو على الأقل تحييده ورفع الغطاء عليه حتى لا يحظى بدعم صريح أو غير صريح من قبل النواة الصلبة في النظام·· لكن هؤلاء الذين اعتقد أويحيى أنه تحول إلى مصدر قلق لهم، هل هم يصطفون إلى جانب الرئيس بوتفليقة أم هم أقرب إلى المؤسسة العسكرية؟! في رأي البعض أن الذي استهدفهم أويحيى بقوله، وبشكل فيه الكثير من التلميح، هم ممن كانوا يراهنون على بقاء بوتفليقة في الحكم وفي حالة التعذر، فإنهم كانوا يفضلون من يقوم الرئيس بتزكيتهم، وفي كل الحالات لن يكون أويحيى من بين الدائرة أو الأشخاص الذين يقوم الرئيس بوتفليقة بتزكيتهم··· وفي النهاية، هل يعني هذا أن معركة الرئاسيات قد بدأت؟!·