شرعت الاحزاب السياسية بعدما انتهت من مرحلة تعديل الدستور في الاعلان عن مرشحيها او الشخصيات التي تحبذ ترشحها وكان موسى تواتي رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية سباقا الى الاعلان عن ترشحه، كما ذهب الامين العام للتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية »الارسيدي« سعيد سعدي في نفس الاتجاه، فيما تمسكت أحزاب هيئة التحالف الرئاسي ممثلة في جبهة التحرير الوطني »الافلان« والتجمع الوطني الديمقراطي »الارندي« وحركة مجتمع السلم بترشح رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة لعهدة ثالثة لتمكينه من استكمال مشاريع برنامجه. واذا كان الامر محسوم بالنسبة لبعض التشكيلات السياسية على غرار »الارسيدي« الذي لم يعارض أمينه العام المشاركة في الرئاسيات المقبلة بعد ما فضل وضع حد لسياسة المقاطعة التي ادت الى الاقصاء الذاتي في الساحة السياسية عموما وكذا بالنسبة لموسى تواتي رئيس »الأفنا« الذي أعلن عن ترشحه، فان الامر ليس كذلك بالنسبة لاحزاب التحالف الرئاسي، التي وان حصل اتفاق فيما بينها بخصوص المرشح الذي كان سببا مباشرا في استحداث الهيئة والتفاف »الافلان« و »الارندي« و»حمس« حول الرئيس بوتفليقة ومساندة برنامجه الضخم، الا أن المشكل الذي قد يطرح تمسك قيادة »الافلان« بترشحه باسم الحزب على اعتبار انه رئيسا له، الامر الذي قد لا تقبله قيادتا »حمس« و »الارندي« على اعتبار أنهما يفضلان ان يتقدم كمترشح حر غير محسوب على أية تشكيلة ما يجعلها في موقع قوة. وعلى الارجح، فان قيادتي »الارندي« و »حمس« تفضلان أن يتقدم بوتفليقة لرئاسيات 2009 حرا على غرار المرتين السابقتين، ولعل ما يؤكد هذا الطرح، الخرجة الاخيرة لابوجرة سلطاني رئيس »حمس« الذي فضل، على غير العادة، عدم الدخول في مرحلة »سوسبانس« وكان سباقا الى عقد اجتماع لمجلس الشورى الذي ابقى على دورته مفتوحة تحسبا لترشح الرئيس بوتفليقة الى الاعلان عن تزكية هذا الاخير، وذهب الى حد اعتبار دعم حمس »لمرشح الجزائر« خالٍ من اي مساحيق سياسية هو انتزاع للاوراق التي قد يزايد عليها البعض، في اشارة صريحة الى بلخادم الذي أكد في عدة مناسبات بان بوتفليقة مرشح »الافلان« ولم يتوقف سلطاني عند هذا الحد بل وصف »الترشح باسم الجزائر دعوة لوحدة الصف«. وفي الوقت الذي تعمل فيه قيادة الحزب العتيد جاهدة على ترشيح الرئيس باسم الحزب في محاولة لاسترجاع المكاسب التي فقدتها لصالح منافسها »الارندي« رغم أن »الافلان« احتل المرتبة الاولى التي حافظ عليها في المحليات والتشريعيات، فان تحيين تقدم الرئيس بوتفليقة لعهدة جديدة حرا كما جرت العادة لن يكون مطلب الارندي وحمس فقط، وانما المجتمع المدني والجمعيات التي تسانده وتلتف حول برنامجه والتي دعته الى تعديل الدستور والترشح لعهدة ثالثة في عدة مناسبات. ------------------------------------------------------------------------