في الوقت الذي تمضي فيه الانتخابات الرئاسية المصرية بإقبال متوسط في دورها الثاني، تتحرك مجموعات من ائتلافات شباب الثورة، وأنصار بعض المرشحين الخاسرين في الدور الأول نحو اتباع استراتيجية جديدة، لمواجهة الخيارين اللذين وصفهما المرشح الحائز على المرتبة الثالثة حمدي صباحي بالاختيار بين ''الطاعون والكوليرا''. في الواقع أن هناك أكثر من 15 مليون مصري توزعت أصواتهم بين عدد من المرشحين في الدور الأول، خمسة ملايين منهم لحمدي صباحي وحوالي 3 ملايين لأبي الفتوح، بينما الأصوات التي حصل عليها كل من المرشحين المتأهلين للدور الثاني مجتمعة لا تتجاوز العشرة ملايين! وبالرغم من منطقية هذه الأرقام، فإنه من الواضح أن هناك أكثر من 15 مليون مصوت في الدور الأول أصيبوا بالإحباط في الغالب، سيما وأن المرشحين الإثنين لا يمثلان، تلك الكتلة في شيء، غالبا، أو حسبما تؤكده جملة من المؤشرات، الأمر الذي دفع بعدد من الحركات الشبابية التي شاركت في ''ثورة 25 يناير'' التي أسقطت نظام مبارك، إلى تشكيل شبكة واسعة تحت عنوان ''مبطلون'' في محاولة لرفض الخيارين المقترحين الآن للفوز برئاسة الجمهورية، وتتبع هذه المجموعة التي ينتمي أغلبها إلى شريحة الشباب، استراتيجة واضحة من خلال وسائط الاتصال الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي، لدعوة الناخبين المشاركة في التصويت، لكن بطريقة''سلبية'' تتمثل في ''التأشير'' بعلامة خطأ على المرشحين الإثنين، لأنهما خياران مرفوضان - حسب تقديرها - على الأقل في المرحلة الحالية التي تنتقل فيها مصر من نظام مبارك إلى نظام جديد. مجموعة ''مبطلون'' خلال الأسبوع الماضي تجاوزت الفضاء الافتراضي نحو ''عمل منظم في الشوارع'' عبر حملة أسمتها ''طرق الأبواب'' تحاول من خلالها التأثير على الناخبين لإبطال أصواتهم والبعث برسالة واضحة إلى المجلس العسكري الذي يدير المرحلة الانتقالية بطريقة غير مُرضية لغالبية المصريين. كما تهدف المجموعة، حسب المتحدث باسمها، إلى التشكيك في شرعية هذه الانتخابات إذا ما وصل عدد ''المبطلون'' لأصواتهم إلى كتلة معتبرة من أعداد الناخبين. وليس من المؤكد حتى الآن إذا ما نجحت الحملة في الوصول إلى العدد الافتراضي لأعضائها ومؤيديها، وإن كانت الحملة ملاحظة في الشوارع وفضاء الأنترنت بشكل مكثف. الروائي المصري علاء الأسواني في اتصال هاتفي مع ''الجزائر نيوز'' أكد انحيازه لهذه المجموعة، نافيا أن يكون قد قرر التصويت لمرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي، كما تردد، مؤخرا، في الساحة السياسية والإعلامية المصرية والعربية، قول الأسواني: في الواقع لم يكن من الوارد أن أمنح صوتي لأي من الرجلين.. فكلاهما لا يمثل روح الثورة المصرية التي بدأت في الخامس والعشرين من يناير ,''2011 مضيفا إن مقاله في إحدى الصحف المصرية أخذ على غير هدى لتأكيد دعمه لمرسي، بينما المقال لم يكن سوى إدانة للجنرال شفيق دون أن يعني دعوة للتصويت لمرسي''. وعند سؤاله عن قراره في هذا الاستحقاق يقول: لن أشارك في هذه المسرحية الهزلية بانتخاب أحد الرجلين، بل سأعمل على إبطال صوتي اليوم''.. ويشير الأسواني إلى أنه قد ذكر ذلك في مقال له بصحيفة ''الهافنتون بوست'' إلا أن تيار الإخوان حرّف مقاله لصالح مرشحهم الذي يعارضه بقوة.. وسيبقى معارضا سواء فاز مرسي أو شفيق في هذه الانتخابات. الأسواني الذي يرفض التعليق على الحكم القضائي الذي صدر بحق مجلس الشعب المصري، ويؤكد احترامه للهيئة القضائية التي أصدرته، يؤكد في الآن نفسه أن هذا الحكم ما هو إلا تحصيل حاصل للإجراءات المتخبطة التي اتبعها العسكر خلال المرحلة الانتقالية التي تميزت بالعشوائية، حسب قوله .