سيتعرف المصريون على رئيسهم الجديد هذا الخميس بعد الإعلان عن النتائج النهائية للدور الثاني من انتخابات رئاسية تبقى حاسمة في تحديد مستقبل البلاد. ويواصل الناخبون المصريون لليوم الثاني على التوالي عملية التصويت التي انطلقت أمس وسط أجواء مشحونة بالتوتر بسبب قرارات آخر لحظة الصادرة عن المحكمة الدستورية العليا التي أبقت الجنرال أحمد شفيق في سباق الرئاسيات، في وقت أقرت فيه بعدم شرعية الانتخابات التشريعية الأخيرة. ويدلي حوالي 50 مليون ناخب مصري بأصواتهم في أزيد من 13 ألف مكتب تصويت موزع على 27 محافظة تحت معاينة 14 ألف قاض كلفوا بالإشراف على السير الحسن لهذه الانتخابات بمساعدة 70 ألف موظف من وزارتي العدل والتعليم. وأدى مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي واجبه الانتخابي بمحافظة الشرقية وسط هتافات أنصاره بينما أدى منافسه أحمد شفيق واجبه في مركز اقتراع بالعاصمة القاهرة دخله من الباب الخلفي مرفوقا بحراسة أمنية مشددة. وبعد مرور ساعات قليلة عن انطلاق عملية التصويت؛ أبلغت حركة الإخوان المسلمين وحملة مرشحها محمد مرسي اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية بوقوع عدد من التجاوزات في عدد من مكاتب الاقتراع. غير أن بقاء هذين المرشحين في سباق الرئاسيات وضع عامة الشعب المصري بين خيارين أحلاهما مر فلا مرشح الإخوان محمد مرسي يحظى بتأييد غالبية الشعب المصري ولا الجنرال أحمد شفيق مرغوب فيه كرئيس جديد لمصر باعتباره وجها من وجوه نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، وهو الانقسام الذي جعل من الصعب التكهن باسم المرشح الذي سيبتسم له الحظ للفوز بأول انتخابات رئاسية بعد أزيد من عام من الإطاحة بالنظام السابق في ظل الرفض الشعبي لكلا المرشحين. وأكدت عدة قراءات سياسية أنه حتى الناخبون الذين قرروا التوجه إلى صناديق الاقتراع وأدلوا بأصواتهم لفائدة أحد المرشحين لم يفعلوا ذلك قناعة منهم بأن المرشح الذي وضعوا ثقتهم فيه هو الأفضل لقيادة بلادهم، لكن من أجل قطع الطريق أمام المرشح الثاني؛ فالذين اختاروا الإسلامي محمد مرسي متخوفون من عودة النظام المنهار في حال فوز أحمد شفيق والذين اختاروا هذا الأخير متخوفون من سيطرة الإسلاميين على كل دواليب الحكم في البلاد. وهو ما بدا واضحا في تصريحات ناخبين أكدوا أنهم صوتوا لصالح مرسي ليس حبا فيه ولكنهم يكرهون شفيق ولا يريدون لمن وصفوهم بفلول النظام السابق حكم البلاد مجددا بينما أكد آخرون أنهم يفضلون الجنرال شفيق لأنهم يرون في مرشح الإخوان تهديدا للحريات الفردية والدينية. ورغم أن قاسم هؤلاء المشترك هو أنه لا أحد اختار مرشحه المفضل، غير أن كلا المرشحين واصلا إلى آخر لحظة من عمر الحملة الانتخابية مساعيهما لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الناخبين المصريين.وفي الوقت الذي أطلق فيه أحمد شفيق وعودا وردية بتحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للمصريين من خلال رفع الأجور وجلب الاستثمارات والقضاء على البطالة وإنعاش الاقتصاد المصري عمل غريمه الإسلامي محمد مرسي على طمأنة الناخبين وتقديم صورة أفضل للإخوان المسلمين والتأكيد أنه سيعمل على حماية الحريات العامة لكافة المصريين دون تمييز بين أحد منهم.