عاشت مقاهي الأنترنت، أمس، أجواء غير عادية، حيث شهدت توافد العائلات مع أبنائهم بأعداد كبيرة للإطلاع على نتائج شهادة البكالوريا التي بدأت في الظهور بدءا من نهار أمس. سمحت الزيارة التي قمنا بها إلى بعض مقاهي الأنترنت الوقوف على القلق الذي انتاب بعض المترشحين وهم يحاولون الإطلاع على النتائج، وكم كانت العملية عسيرة وصعبة بسبب الضغط على شبكة الأنترنت وخاصة الموقع الخاص بنتائج البكالوريا. غير أن ذلك لم يحد من عزيمة بعض الذين التقينا بهم بمقهى انترنيت متواجدة بشارع حسيبة بن بوعلي، حيث صرح لنا أحد المترشحين الذي لم يسعفه الحظ في نيل البكالوريا بأنه تمكن من التحقق من النتيجة بعد جهد جهيد ''منذ الساعة التاسعة صباحا وأنا أحاول دخول الموقع، لكن دون جدوى، وبعد تكرار المحاولة لعدة مرات استطعت اكتشاف نتيجتي وللأسف كانت سلبية حيث حزت على معدل 9 فقط وبالتالي لم أنجح''. وقد علمنا من صاحب مقهى الأنترنت أن الإقبال كان كبيرا منذ الساعات الأولى لصباح أمس الجمعة، حيث توافد العديد من المترشحين مرفوقين بعائلتهم ''هناك من مكث طويلا دون أن يتمكن من الدخول إلى موقع النتائج الخاصة بالبكالوريا وعاد أدراجه دون أن يعرف مصيره، في حين استطاع البعض قراءة نتائجهم بعد جهد كبير، وكالعادة فقد أصيب الراسبون بخيبة أمل كبيرة، وهناك من ذرف دموع الإخقاق، أما الذين نالوا شهادة البكالوريا فقد أطلقوا العنان لفرحتهم وهناك من النسوة من عبروا عن سعادتهن بإطلاق زغاريد عفوية دوّت القاعة''. لحظات الفرح والحزن لا يحتاج المرء إلى عناء كبير لقراءة ملامح الوجوه التي كانت موجودة في مقهى الأنترنت على مستوى شارع بلكور، وهي ترتقب الخبر السعيد، منذ ساعات دون أن تفلح في الوصول إلى ذلك، غير أن ذلك لم يمنع الطالب حمزة الذي يدرس في قسم اللغات من اكتشاف اسمه مع الفائزين بعد أن تحصل على معدل 75,11: ''الحمد لله الذي وفقني في اجتياز هذه المحطة من مشواري الدراسي بسلامة، لقد عملت طيلة الموسم الدراسي ووضعت نصب عيني النجاح في شهادة البكالوريا، ورغم أنني كنت أتوقع معدلا أحسن من هذا الذي تحصلت عليه إلا أن المهم بالنسبة لي هو نيلي شهادة البكالوريا''. وغير بعيد عن هذا الشاب الذي يبلغ من العمر 18 سنة، رمقنا سيدة في العقد الرابع من عمرها منهمكة في البحث عن اسم ابنتها التي تدرس في قسم الآداب وتدعى ''مريم برقوك''، ودون أن نوجه لها أي سؤال بادرتنا بالقول: ''لقد نجحت ابنتي، سجلوا اسمها واكتبوه على صفحات جريدتكم، لقد نالت إبنتي الباك بمعدل ،60,11 وكم كانت فرحتي كبيرة، صدقني إن قلت لكم بأنني لم أنم ليلة أمس، حيث بقيت لساعات طويلة أفكر في نتيجة ابنتي، وفي الصباح خرجت على الساعة الثامنة والنصف وقصدت مباشرة مقهى الأنترنت، ولم أتمكن من دخول الموقع سوى في حدود العاشرة والنصف''. هكذا تفاعلت هذه الأم مع نجاح فلذة كبدها، غير أن هذا الأمر، لم نجده عند سيدة أخرى كانت برفقة ولدها الذي اجتاز شهادة البكالوريا في القسم العلمي، لقد أصيبت هذه السيدة بإحباط بعد أن اكتشفت عبر الأنترنت أن ابنها لم يحالفه الحظ في نيل البكالوريا: ''لقد علقت العائلة آمالا كبيرة على نجاح ابننا، بعد أن تعب طوال الموسم في التحضير لهذه الشهادة وهو الذي كان يمني النفس الالتحاق بالجامعة''. وهي تتحدث إلينا وملامح الحزن تعلو محياها، حاولنا التقليل من الصدمة التي تصيب عادة الراسبين في شهادة البكالوريا.