الأسابيع المقبلة مهمة للغاية بالنسبة لمستقبل علاقات طهران الإقليمية والدولية، لذلك يتعين على المراقب المحايد أن يرصد اتجاهات السياسة الإيرانية في الأيام القليلة الماضية. ويمكن رصد هذه التحركات على النحو التالي: 1 استغلال انتقال رئاسة مجموعة دول عدم الانحياز من مصر إلى إيران وقيام طهران باستقبال قمة المجموعة خلال الشهر المقبل، كحدث تسويقي وترويجي للسياسة الإيرانية التي تعاني من آثار العقوبات الدولية ومحاولات فرض العزلة السياسية عليها أو باستثناء علاقات إيران مع فنزويلا وتركيا وروسيا والصين وكوريا الشمالية وسوريا الأسد، فإن طهران تشعر بإحكام الدائرة عليها. 2 قيام الرئيس أحمدي نجاد بإجراء أول اتصال هاتفي رسمي بين رئيس في الجمهورية الإسلامية ورئيس مصري، الدكتور محمد مرسي، لدعوته شخصيا إلى حضور قمة مجموعة عدم الانحياز. وترى مصادر إيرانية أن وصول جماعة الإخوان إلى رأس الحكم في مصر قد يكون بوابة جديدة لخروج السياسة الإيرانية من دائرة المقاطعة والحصار الاقتصادي. الذي يجب أن يفهمه صانع السياسة الخارجية الإيراني أن التزامات مصر العربية، وموقف قواتها المسلحة بالنسبة لأمن الخليج وممراته المائية في هرمز وباب المندب هو أمر غير قابل للعبث، من جانب طهران. ويتعين على صانع القرار الإيراني أن يدرك أن هناك 4 ملايين مصري يعملون في الخليج العربي وأن الانتماء الروحي لملايين المصريين لمكة المكرمة والمدينة المنورة هو أمر بالغ العمق وغير قابل للمقايضة بأي شكل من الأشكال. 3 ويأتي التصريح الأخير لأمير علي حاجي زادة قائد الطيران في الحرس الثوري الإيراني ليعكس حالة الازدواج السياسي في السياسة الخارجية الإيرانية حينما يقول: ''إن كل القواعد الأمريكية في المنطقة في مرمى صواريخنا بما فيها إسرائيل''. وتؤكد المصادر الإيرانية التابعة للحرس الثوري أن هذا التصريح يشير إلى قدرة الصواريخ الإيرانية على التعامل مع المنشآت العسكرية الأميركية في البحرين وقطر والإمارات والكويت وتركيا، وقد يصل مداها الى القواعد الأميركية في أفغانستان وقرغيزستان! هل هو حديث السياسة أم حديث الحرب؟ هل هو حوار تحسين شروط التفاوض مع الأمريكيين حينما تأتي اللحظة المناسبة أم حوار اللاعودة؟ هل هو حوار الذي يريد أن يمزج الدبلوماسية بالتهديد باستخدام القوة؟ ماذا تريد إيران بالضبط؟ سؤال صعب.. وماذا ترى القوى الداخلية في إيران التي تتصادم في المصالح والرغبات والإرادات.. هو أمر مستحيل؟!!