فرقتكم شاركت في أغلب طبعات المهرجان الثقافي العربي الإفريقي للرقص الفلكلوري، لماذا؟ شرف كبير أن نأتي إلى الجزائر وتيزي وزو للمشاركة في المهرجان الثقافي العربي الإفريقي للرقص الفلكلوري، وهذا دليل على العلاقات الطيبة والتبادل الثقافي بين البلدين، ولا أخفي عليكم أننا نكتشف في كل طبعة أشياء جديدة، ونتعرف على الجزائر بصورة أعمق. هذا المهرجان أعتبره أنجح مهرجان شاركنا فيه، وذلك من حيث تحقيقه للأهداف في كل طبعة، وقد منح لنا الفرصة لتحقيق اندماج كبير بين الوفود المشاركة فيما بينها وحققنا نوعا من الاتصال والتبادل الثقافي. أرى أنه بالإمكان أن يعود بأشياء إيجابية على الثقافتين الإفريقية والعربية، كما أريد الإشارة إلى أن هذا المهرجان مميز جدا من حيث ظروف تنظيمه. ما هي أهدافكم من المشاركات المتكررة في هذا المهرجان؟ أولا نريد نقل ثقافتنا وإخراجها للعالمية، وثانيا نسعى لاكتشاف الثقافات الأخرى، وتبادل الخبرات والتجارب مع الفرق الفلكلورية المشاركة، وثالثا نريد أن نساهم في خلق روابط ثقافية بين الدول الإفريقية والعربية، لأن هذا المهرجان يعتبر الأول من نوعه الذي يجمع بين الثقافتين العربية والإفريقية. كيف تقيمون واقع الرقص الفلكلوري في النيجر؟ الرقص في النيجر يحظى بمكانة عالية وجد هامة، فهو تراث ثقافي مقدس، لأن المواطن النيجيري ولد في بيئة وفي مجتمع يملك تراثا عريقا في هذا النوع من الرقص الذي بقي منذ زمن بعيد من التقاليد المقدسة التي لا يمكن الاستغناء عنها، خصوصا وأننا نعتمد على هذا الفن بصفة كثيرة في مختلف المناسبات والطقوس المعروفة عندنا. هذه المكانة المرموقة التي يحتلها الرقص الفلكلوري شجعتنا على التمسك بتقاليدنا وتراثنا. لعلمكم فالرقص الفلكلوري جزء لا يتجزأ من المجتمع والتراث والهوية الإفريقية، فالمواطن النيجيري يشعر بفخر واعتزاز كبيرين عندما يؤدي الرقص الفلكلوري، وهذا نظرا لقدسية هذا الفن بالنسبة له. فالرقص هو وسيلة للتعبير عن واقع حياتنا وعن مشاكلنا الاجتماعية والسياسية والثقافية، وهو أيضا وسيلة للاتصال. منطقة الساحل تعاني تدهورا شديدا في المجال الأمني والنيجر والجزائر من بين البلدان المهددة، برأيكم هل يمكن للفن والفنان أن يساهم في حل الأزمة؟ هذا سؤال وجيه، فالحقيقة المرّة وللأسف الشديد تظهر أن الوضعية الأمنية في الساحل تزداد تدهورا كل سنة. الشعوب في خطر، والكل معني بالقضية على غرار السياسيين والعسكريين والمثقفين والفنانين... نحن الفنانون نقوم بواجبنا ونعمل على تحسيس المجتمع والشباب بخطورة الوضع الأمني، ولعلمكم الفنان النيجري يهتم بهذا الوضع بجدية فكل الفنون تتطرق إلى الوضع الأمني على غرار المسرح والرقص والغناء وغيرها، وهدفنا الرئيسي هو إعادة الأمن والاستقرار لهذه المنطقة، وأدعو كل البلدان المجاورة إلى الاتحاد فيما بينها للخروج من هذه الأزمة التي تهدد الجميع.