كشف الخبير الدولي في الاقتصاد بشير مصيطفى، أن الجزائر تواجه سيناريو أندونيسي، باختفاء الطاقة الغازية من باطن الأرض خلال 16 سنة والنفط خلال 26 عاما ''لتتحوّل بذلك من بلد مستهلك لكن منتج ومصدّر، إلى بلد مستهلك ومستورد تماما مثلما حدث لأندونيسيا التي غادرت منظمة الأوبك بعد أن نفد بترولها''. يقول بشير مصيطفى إنه بالاستناد لأرقام الإنتاج والاحتياط الحالية، فإن الآجال سابقة الذكر ستكون فيها الجزائر على موعد مع توديع الطاقة الأحفورية (الموجودة بباطن الأرض). ولهذا يقول بشير مصيطفى شعرت سوناطراك بالخطر الذي يتهددها ''وخصّصت ما لا يقل عن 80 مليار دولار خلال الخمس سنوات المقبلة لاستكشاف حقول جديدة بالجزائر''. ويضيف ''هذا الغلاف المالي الضخم يعتبر مؤشرا خطيرا على الوضعية الطاقوية التي ستدخلها الجزائر ابتداء من 16 سنة من الآن، إذ لا يمكن اعتبار ما معدله 16 مليار دولار سنويا من الاستثمار في الاستكشاف رقما هيّنا''، كما أردف مصيطفى قائلا ''ليس غريبا هذا الأمر، فقد سبق لأندونيسيا أن غادرت منظمة الأوبك بعد أن استهلكت طاقتها الأحفورية، وهي اليوم بلد مستورد''. أما عن البديل، يقول الخبير مصيطفى ''بين يدي الجزائر حل الطاقات المتجددة لكننا اليوم أمام تكنولوجيا استغلالها كما كانت الجزائر أمام البترول في عام الاستقلال، فماعدا مصنعي الرويبة ومستغانم للألواح الشمسية والتجربة المتواضعة لحاسي رمل الخاصة بالغاز الهجين، لا نزال بعيدين عن إمكانية استغلال الطاقات المتجددة الكبيرة لبلادنا''. ويؤكد بشير مصيطفى في هذا الباب أن الجزائر تملك أعلى معدلات الطاقات المتجددة كالرياح والمياه والطاقة الشمسية في العالم، إذ يقدر معدل الساعات لاستغلال طاقة الشمس ب 300 ساعة سنويا وساحل بطول 1200 كلم وهضاب عليا وصحاري تكثر فيها الرياح. ومن المنتظر، حسب الخبير، أن تدخل الجزائر في عهد الطاقات المتجددة المعممة عبر بوابة مشروع ''ديزارتاك'' باتفاق مع ألمانيا، حيث تعتزم أوربا الاستغناء نهائيا عن العمل بالطاقات الأحفورية في أفق ,2050 وهو التاريخ الذي يتناسب بشكل كبير مع التوقعات التي تقول بأن الجزائر ستبقى بلا بترول وغاز في هذا الأفق الزمني في حال لم تحقق سوناطراك اكتشافات تزيد من عمر الإنتاج.