عكف الخبراء المشاركون في أشغال الجمعية التنفيذية للمجلس العالمي للطاقة الذي اختتمت أشغاله أول أمس بمدينة وهران، على التركيز على دراسة كيفية التعامل مع تحديات تراجع الاحتياطيات وأهمية تنويع البدائل الطاقوية، خاصة مع النمو المتواصل للطلب العالمي على مصادر الطاقة التقليدية. أوضح مصدر من اللقاء الدولي ل''الخبر'' أن المشاركين في أشغال الجمعية درسوا كيفية مواجهة التحديات الطاقوية وضرورة إيجاد البدائل، وتشجيع تطوير الطاقات المتجددة، فضلا عن تطوير مختلف مصادر الطاقة''. وشدد المشاركون على تشجيع الاستثمارات في قطاع يعرف نموا معتبرا بصورة منتظمة، ولكن أيضا يتطلب مقاربات خاصة للمحافظة على البيئة وعكف المشاركون في اللقاء الدولي الذي دام أربعة أيام وشارك فيه ممثلو شركات دولية وخبراء، على تقييم مستويات إنتاج الطاقة على الصعيد الدولي في المديين القصير والمتوسط، ونسبة الاستجابة لحاجيات السكان مع الزيادة المرتقبة ب40 بالمائة في الطلب العالمي للطاقة إلى غاية سنة .2020 كما بدأ الخبراء يركزون على ما يعرف بالحد الأقصى من احتياطات البترول، والدخول في عهد الندرة أو ما يعرف ب''بيك أويل''. وعلى هامش الملتقى، نظم يوم الطاقة للجزائر، بهدف التعريف بقطاع الطاقة الجزائري وآفاق تنميته، وعرض فرص الشراكة والتعاون وتثمين النتائج المحققة في مجال توفير الطاقة واستفادة الجميع منها بالجزائر. ويعد المجلس العالمي للطاقة الذي يعقد كل ثلاث سنوات المؤتمر العالمي للطاقة أهم هيئة للطاقات في العالم. كما يعد المجلس لجان أعضاء في قرابة 100 بلد، بما فيها كبار البلدان المنتجة والمستهلكة للطاقة. وتهتم المنظمة التي أسست سنة 1924 بمختلف أصناف الطاقة، من بينها التقليدية أو ما يعرف بالطاقات الاحفورية، مثل الفحم والبترول والغاز الطبيعي، والصناعية مثل الطاقة النووية والطاقة الكهرومائية، إلى جانب الطاقات المتجددة، مثل الطاقة الشمسية والرياح وهي، حسب الخبراء، طاقات المستقبل لتبعاتها الإيجابية وتوافقها مع الطبيعة وقلة سلبياتها، وإن كانت حاليا إلى جانب الطاقة النووية أيضا مكلفة جدا. ولذلك، فإن هذه الطاقات لا تزال تمثل أقل من 10 بالمائة عموما، حيث ستظل الطاقات الاحفورية خلال السنوات المقبلة أهم مصدر للطاقة، خاصة بعد أزمة الطاقة النووية التي نتجت عن حادثة فوكوياما باليابان، والتي أعادت إلى السطح الجدل القائم بخصوص خطورة تعميم وانتشار الطاقة النووية، وهو ما دفع دولا مثل اليابان وألمانيا إلى تقليص برامجها الطاقوية من النووي. وعلى صعيد آخر، ناقشت الجمعية التنفيذية للمجلس العالمي للطاقة إمكانية إعادة بعث سوق الكاربون بين البلدان المتطورة والنامية، ويقضي الاقتراح بإقناع البلدان الصناعية على شراء حصة انبعاث غاز ثاني أكسيد الكاربون من البلدان النامية التي تنتج الطاقات المتجددة.