”المشروع يطبق تكنولوجيا عالية ويكلف 400 مليار دولار” أكد المحلل الإقتصادي بشير مصيطفى، أول أمس، أن الجزائر أبدت ليونة خلال شهر ديسمبر الجاري للإنخراط في مشروع ديزارتاك لتزويد أوروبا بالطاقة الشمسية والرياح، بعدما تم الإتفاق على أرضية قائمة على شراكة حقيقية مبنية على مبدأ الإندماج الصناعي وليس فقط نقل الطاقة، سواء كانت القديمة والمتجددة. أوضح الخبير بشير مصيطفى، لدى نزوله ضيفا على القناة الإذاعية الأولى، صبيحة أول أمس، أن الجزائر تسعى من خلال المخطط الوطني القائم حاليا على نسبة 5 بالمائة على بلوغ نسبة 20 بالمائة في مجال توليد الطاقة الشمسية في آفاق 2025، لتنتقل بعد ذلك إلى مرحلة تصدير هذه الطاقة.
كما أبرز المحلل الاقتصادي التفاؤل الأوروبي، وعلى رأسها ألمانيا، للإنطلاق في مشروع “ديزارتاك”، خاصة بعد النية الإيجابية التي أبدتها الأطراف المهمة للمشاركة في هذا المشروع من دول جنوب المتوسط، وخاصة الجزائر التي تعد المحور الأساسي، إلى جانب استعداد الطرف الألماني لتحويل التكنولوجيا إلى منطقة جنوب المتوسط. ومن أسباب تعطل إنجاز مشروع ديزارتاك، الذي أعيد إحياؤه بمناسبة الذكرى الأولى لتأسيس الإتحاد من أجل المتوسط في سنة 2009، أرجعها المتحدث إلى أسباب فنية تتعلق بالتكلفة الباهظة للمشروع، حيث تقدر تكلفة إنجازه ب 560 مليار دولار، أي ما يوازي 400 مليار أورو، إلى جانب أنه يحوي تكنولوجيا جد متطورة تتمثل في استخدام محركات ذات جودة عالية. وأوضح في ذات السياق أن الجزائر لا تملك هذه التكنولوجيا ولذلك يبقى الإنطلاق الفعلي في تجسيد هذا المشروع مرهونا بمدى قدرة الطرف الأوروبي على تمكين الجزائر من حيازة هذه التكنولوجيا، مشيرا إلى أن الجزائر لا تمتلك حاليا مزايا تنافسية في مجال الطاقات المتجددة. ولهذا نجد المخطط الوطني متنوعا -يضيف المتحدث - حيث أدرجت ضمن المنظومة الطاقوية ما يسمى بالطاقة الهجينة القائمة على المزاوجة بين الغاز والشمس إلى جانب الرياح وكذا المياه، مؤكدا أن الجزائر ستعمل على تطوير مساعيها ونسبة مساهمتها في استغلال الطاقة الشمسية. وفي معرض حديثه عن إمكانية نجاح هذا المشروع، أبرز مصيطفى أنه ليس من السهل تطبيق هذا المشروع الذي لا يعد مشروع الغد وإنما يتطلب تنفيذه قرابة 40 سنة، أي خلال سنة 2050، نظرا للتكنولوجيا العالية التي يجب على الجزائر أن تتمكن من حيازتها، وكذا حسن التفاوض مع أوروبا على قاعدة تقاسم المنافع للإنخراط في مسعى الشراكة على أساس تحقيق الأمن الطاقوي بين ضفتي المتوسط في مجال الطاقة البديلة.