كنت شقية جدا في طفولتي وكانت جدتي عندما تريد أن تخيفني تقول راه جاي الغول، فأسرع إلى مكاني وأختبئ منه ومن شراسته وعندما كبرت وجدت غولا آخر يقال إنه انتهازي وطموح في الوقت نفسه، لكن لم أفهم بعد هل الغول نفسه الذي كانت تخيفني به جدتي أم هو غول آخر وجد لإخافة أبو جرة سلطاني؟ الحقيقة أني ورغم صغر سني رسمت للغول صورة في مخيلتي، فكان ضخما جدا بعين واحدة وأذن واحدة وفم كبير يستطيع أن يلتهمني دفعة واحدة، لأنه دائم الجوع ويكره الأطفال الصغار. لست أدري هل يفكر أبو جرة مثلي في غوله، خاصة أنه رباه على يده وأطعمه من طعامه وشرابه ونام في حضنه وتعلم منه المكر والدهاء؟ لست أدري هل غول أبو جرة له عين واحدة وأذن واحدة وفم كبير يلتهم أي شيء يجده في طريقه أم أنه كما يبدو في الصور غولا ضاحكا، بشوشا يعرف الابتسام للكاميرات ويجيد جدا الغزل والكلام المعسول؟ الغيلان في الأساطير الشعبية تكون عادة مفترسة ومخيفة ومؤذية لذلك اجتهد الراوون في قصصهم التأكيد على بطش هذا الكائن الخرافي الذي لا يرحم، أما الغيلان في مدارس السرابس فلا ندري شكلها بعد كيف سيكون؟ أشم رائحة نتنة سوف تخنق أبو جرة وتجعله يفقد إلى الأبد حاسة الشم، لأن الطبخة كانت تطبخ من تحته وهو لا يعلم وكان يمسك في خيط راشي وظن نفسه للحظة أنه شيخ الشيوخ ونسي أن شيخ بلا شيخ ما هو شيخ.