العرس الذي كان ينتظره أبو جرة في الغرفة السفلى تفسده تمرد عمار غول الذي لم يستطع أن يفارق منصبه وهو الذي " ذاق البنة" والظاهر أن أزمة حقيقية ستدور رحاها في بيت حركة مجتمع السلم التي دأبت على تلقين قياديها والمناضلين فيها دروس عبادة المنصب والمكسب، بدلا من دروس الوعظ والإرشاد التي ليست في واقع الحال سوى واجهة للحركة، كما أن شرخ زلزال الذي تسبب فيه عمار غول ليس في واقع الحال سوى امتداد لمفاهيم الحركة التي جعلت المكاسب والمناصب فوق كل اعتبار، لذا تطلع الغول إلى مصالحه ، كما تطلع ابو جرة من قبل إلى مصالحه، لذا لا لوم على الغول لأنه سار بمبدأ الحركة الذي تعودت عليه منذ ان بعثت في هذه البلاد حزبا يسعى، لعبة السياسة ليست كما فهمها أبو جرة والغول ومناصرة ومن دار في فلكهما، لأنها وإن كانت فن الممكن فإنها أيضا فن المستحيل، والاستحالة هنا هي عدم رجوع عمار غول عن موقفه، و هكذا الي اعتقد التكتل الأخضر أنه سيضرب بموقفه المجلس الجديد من خلال خلق زوبعة وجد نفسه في زوبعة لم يكن يتوقعها و على وقع زلزال تمرد نوابه على الواقف الحزبية، وهنا يتبين أن الإسلاميين في الجزائر او على الأقل الناشطون في الحقل السياسي لدينا ليس لهم من موقف سوى موقف واحد ثابت " المنصب والمكسب وبعدي الطوفان"، والأكيد المؤكد أن موقف غول سيتسرب إلى باقي " الغيلان " الجديدة في حماس التي استشعرت دفء المجلس وراحته وامتيازاته وما سيوزعه عليهم من عطايا وهدايا وهبات ومعارف وعالم آخر، ولنا في نعيمة فرحي عبرة التي سقطت مغشيا عليها بعدما فقدت منصبها في " بر الأمان" ، إن ما يحصل اليوم ليس نتيجة تمرد غول قدر ما هو نتيجة حصاد حركة تعيش على التناقضات وتحي فيها أيضا، وما يحدث اليوم من فوضى وتعثر في الحركات الإسلامية وصراع على المكاسب أثبت أن الأحزاب الوطنية اثبتت جدارتها بحق مهما اختلف الناس فيها، ومهما كانت عيوبها لذا فإن شعار التزوير الذي رفعه التكتل الاخضر سقط في الماء بعدما فضل الغول التهام ابو جرة وحزبه وكشف حقيقة الحركة ومناضليها وجعلهم عراة حفاة أمام الناس، وهذا جزاء الطمع والجشع والبحث عن مغنم والبعد عن الشعب ، فهل يعتبر ابو جرة ومن معه .