مزيد من الضربات الموجعة تلقاها النظام السوري الحالي، على الصعيدين السياسي والعسكري، حيث انضم إلى قتلى عملية تفجير مبنى إدارة الأزمة، رئيس المخابرات السورية هشام بختيار، الذي مات متأثرا بجراحه، بعد المصرع الفوري لكل من وزير الدفاع العماد داوود راجحة، نائب رئيس أركان الجيش مدير الاستخبارات آصف شوكت صهر الرئيس، ووزير الداخلية محمد الشعار. فقد صرح السفير الروسي في باريس الكسندر رولوف، لراديو فرانس أنترناسيونال بالقول ''إن بشار مستعد للتنحي عن الحكم بطريقة حضارية''، الأمر الذي نفاه التلفزيون السوري، دون أن يوجه ملاحظات كبيرة حول هذا الإعلان، ما ينذر بأزمة سياسية يعيشها النظام السوري الحالي، حيث يعد هذا التصريح الأول الذي يطرح فرضية رحيل الأسد، الذي يطلقه واحد من الرسميين الروسيين أكبر الداعمين له. يأتي هذا التصريح بعد ما ألغت روسيا إحالة مشروع للتصويت، يتضمن تمديد تفويض بعثة المراقبين الدوليين لمدة ثلاثة أشهر، ما يطرح الأسئلة عما إذا كانت الخارجية الروسية بدأت في التخلي عن النظام السوري. أما على الأرض، فقد بات من المؤكد سيطرة الجيش الحر على معبرين حدوديين رئيسيين، على الحدود التركية والعراقية، الأمر الذي أكدته قناة السومرية العراقية في ما يتعلق بمعبر البوكمال على الحدود العراقية السورية، بينما بث ناشطون على مقطعا على اليوتيوب يعلنون فيه إحكام القبضة على معبر باب الهوى الجديد. ملاسنات دبلوماسية رغم تصريح سفير روسيا بفرنسا عن إمكانية رحيل الأسد، إلا أن الخارجية الروسية لم تفوت اتهامات المندوبة الأمريكية الدائمة لدى مجلس الأمن سوزان رايس للصين وروسيا، ''بالمسؤولية عن استمرار العنف في سوريا، من خلال إصرارهما على استخدام الفيتو ضد مشاريع القرارات المقدمة للمجلس''، دون أن ترد ردا قاسيا وصارما، فقد وصف نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف الموقف الأمريكي بالمنافق، مؤكدا على أن الخارجية الأمريكية لم تقم سوى بحث المعارضة السورية، على إجراء محاورات مع النظام. إنشقاقات جديدة وفيديوهات مثيرة مازالت آثار عملية تفجير مبنى خلية إدارة الأزمة متواصلة، حيث تتوالى أخبار انشقاقات ضباط برتب كبيرة في الجيش، على موقع تويتر للتدوينات المصغرة، منها ما يتم تدعميه بفيديو لإعلان الانشقاق، كما هو الحال مع العميد المظلي الركن عبد الكريم الحسن أحمد، رئيس اللواء .18 ولم تقتصر الفيديوهات على إعلانات الانشقاق والمعارك بين الجيشين النظامي والحر، بل أصبح هذا الأخير يبث فيديوهات إعدام عناصر الأمن السوري الذين تم اعتقالهم، ضمن الحرب النفسية التي يشنها على عناصر الجيش النظامي، كفيديو إعدام المقدم قصي محمود العلي المتهم بقتل وتعذيب الأطفال خلال الثورة، حيث أظهر الفيديو المقدم يطلب من الثوار الإفراج عنه، مقابل مبلغ يقدر ب 15 مليونا دون تحديد العملة، الأمر الذي رد عليه معتقلوه بالقول: ''أنت لا تساوي شيئا''، قبل أن يتم إطلاق الرصاص عليه. أما على معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، فقد أظهر تسجيل مصور مجموعة من الشباب المسلحين من الجيش الحر، يتقدمهم شاب ملتح، قال بعد الحمد والشكر ''إن هذا النصر يزيدنا تمسكا بكتاب الله وسنة نبيه، وتطبيقا لأحكام الله في أرضه، نحن المجاهدون نعلن من هنا إقامة الدولة الإسلامية بإذن الله تعالى، نحن نعلن أننا نتحاكم إلى شرع الله ولن نخالف أمره''. هذا، وأظهر فيديو آخر مجموعة من الأشخاص الجالسين في غرفة صغيرة، يقول الفيديو إنهم 16 فردا من الأمن العسكري تم اعتقالهم، الأمر الذي أريد تأكيده بسؤالهم عن أسمائهم، والمناطق التي ينحدرون منها. الوضع الإنساني يسوء حسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة، فإن ''ما يصل إلى 30 ألف لاجئ سوري، يكونون قد عبروا إلى لبنان يومي الأربعاء والخميس الماضيين، هربا من العنف في سوريا''، وقالت ميليسا فليمينج كبيرة المتحدثين باسم المفوضية ''لدينا تقارير نحاول التأكد منها بأن آلاف السوريين عبروا إلى لبنان. حتى الآن تشير التقديرات إلى رقم يتراوح بين 8500 و30 ألفا. الحدود مازالت مفتوحة... ومازال الناس يتدفقون على لبنان''. الساعة صفر تقترب في بيان صادر عن الجيش الحر، أكد أحد القادة العسكريين ''أن إعلان الساعة صفر قد اقترب، وسيكون ذلك بما يتوافق مع المعطيات الميدانية، وسيتم إعلان ذلك عبر كل القنوات الفضائية''.