أعلن الجيش السوري الحر، سيطرته على معابر الحدود مع كل من العراق وتركيا، وأوضحت المصادر أنهم سيطروا على المعبر الحدودي على الطريق السريع الرابط بين بغداد ودمشق، في بلدة البوكمال السورية الحدودية، كما أعلنوا عن سيطرتهم على معبر باب الهوى على الحدود السورية التركية في محافظة ادلب. وأظهر شريط مصور بثته مصادر المعارضة، مقاتليها وهم يتسلقون سطح البناية ويحطمون صور الرئيس الأسد، بعد انسحاب القوات النظامية من هذا المعبر، كما ظهر صف الشاحنات المتوقفة على المعبر التجاري المغلق بسبب القتال الدائر حوله. وكان وكيل وزارة الداخلية العراقية عدنان الأسدي، قد أكد في تصريحات صحفية أن قوات "الجيش السوري الحر" فرضت سيطرتها على كل المعابر الحدودية بين العراق وسوريا. وقد تصاعدت وتيرة القتال خلال اليومين الماضيين، في أنحاء مختلفة في سوريا بين قوات الحكومة السورية وقوات المعارضة، عقب مقتل كبار المسؤولين الأمنيين في الحكومة الأربعاء، وقد اشتبكت القوات الحكومية مع مسلحي المعارضة في بعض أحياء العاصمة السورية دمشق. وأفادت تقارير إعلامية، أن القوات الحكومية قد استخدمت المروحيات والدبابات لأول مرة في القتال الدائر داخل العاصمة، ونقلت وكالة "فرانس برس" عن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، قوله إن "القوات النظامية اقتحمت بأكثر من 15 دبابة الشارع الرئيسي في حي القابون الدمشقي"، مضيفا أن ناقلات الجند المدرعة استخدمت في الاقتحام أيضا. وفي دمشق قالت وسائل الإعلام الحكومية، إن قوات الأمن بدأت عمليات لها في مناطق مختلفة شهدت اشتباكات في الأيام الأخيرة، معظمها في الجنوب الغربي والشمال الشرقي وأفضت إلى مقتل كثير ممن وصفتهم ب"الإرهابيين". وعلى الصعيد الدبلوماسي فشلت جهود الدول الغربية في استصدار قرار من مجلس الأمن لفرض عقوبات على النظام في دمشق، ومنعه من استخدام الأسلحة الثقيلة في المدن، بعد أن استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) لإجهاض مشروع قرار كانت قد طرحته بريطانيا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وينص مشروع القرار المقترح على فرض عقوبات جديدة على مسؤولين سوريين، ومنع تصدير السلاح إلى الحكومة السورية ما لم يكف الأسد عن استخدام الأسلحة الثقيلة ويسحبها من المدن في غضون 10 أيام. وهذه هي المرة الثالثة في الشهور التسعة الأخيرة يستخدم فيها البلدان حق النقض - باعتبارهما من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن - لإسقاط قرار حول سوريا. وينتهي تفويض المراقبين الجمعة، لكن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة سيقرر في وقت لاحق إن كان سيمدد البعثة 45 يوما، من جهة أخرى أكد التلفزيون السوري الجمعة، أن تصريح السفير الروسي في باريس، حول موافقة الرئيس السوري بشار الأسد، على الرحيل "عار عن الصحة تماما". وكان سفير روسيا الكسندر اورلوف، قال الجمعة أن الرئيس الأسد "موافق على الرحيل" لكن "بطريقة حضارية"، قبل أن يعدل تصريحاته ويعبر عن الموقف التقليدي لبلده، وصرح اورلوف لإذاعة فرنسا الدولية "عقد لقاء في جنيف لمجموعة العمل في 30 جوان وصدر بيان ختامي ينص على الانتقال إلى نظام أكثر ديموقراطية. وهذا البيان الختامي وافق عليه الأسد، أي أنه وافق على الرحيل لكن الرحيل بطريقة حضارية". وردا على سؤال حول ما "إذا كان الأسد سيسقط حتما ولم يعد الأمر سوى مسألة وقت"، قال "شخصيا أشاطركم هذا الرأي.. اعتقد أنه من الصعب عليه أن يبقى بعد كل ما حصل". 30 ألف سوري يفرون إلى لبنان هروبا من المعارك أعلنت المتحدثة باسم مفوضية الأممالمتحدة للاجئين، في لقاء صحافي في جنيف الجمعة، أن قرابة ثلاثين ألف سوري فروا إلى لبنان في الساعات ال48 الأخيرة. وصرحت المتحدثة ميليسا فليمينغ، أن "آلاف السوريين عبروا الحدود اللبنانية أمس (الخميس)، وتقول المعلومات أن ما بين 8500 وثلاثين ألف شخص عبروا الحدود في الساعات ال48 الأخيرة"، وأضافت أن "السوريين يفرون أيضا إلى تركيا والأردن والعراق، لكن هناك نزوحا فعليا إلى لبنان". وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، أورد أن أكثر من 300 شخص غالبيتهم من المدنيين قتلوا يوم الخميس في سوريا، في أعلى حصيلة يومية منذ بدء الانتفاضة الشعبية ضد النظام السوري قبل 16 شهرا. وأعرب مفوض الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين انطونيو غوتيريس، مجددا الجمعة "عن قلقه الشديد إزاء العدد الكبير من الأشخاص الذين فروا من سوريا" بسبب أعمال العنف، وصرح غوتيريس في بيان "مع انتشار العنف الدموي، أشعر بالقلق الشديد إزاء آلاف المدنيين السوريين واللاجئين الذين اضطروا إلى الهرب من منازلهم".