تجولنا أنا وحماري في الأسواق مثل كل الشعب الذي جيبو فارغ وراسو معمر ومررنا على أغلب الشوراع التي أصبحت دكاكين مفتوحة على أرصفتها التي يباع فيها كل شيء ومع ذلك لم نشتر شيئا. نهق حماري وهو يعاين الأسعار حتى يخيل لك أنه من مفتشي المراقبة وقال.. سبحان الله نار.. نار.. قلت.. كالعادة يا حماري وهل استجد جديد؟ قال.. ليس هناك جديد ولكن منذ مدة لم أتسوق واشتغلت بالسياسة عن الأسواق ولكن يبدو أني فقدت البوصلة. قلت.. لم تفقد شيئا يا حماري هذا ما يتكرر كل عام.. جشع وطمع وفقط. قال.. أعرف ذلك ولكن لماذا الدولة لم تفعل شيئا لتحل هذا المشكل؟ قلت.. هي تعلق فشلها على عبارة جشع التجار. قال ساخرا.. وهل يمكن للدولة أن تضبط مفاتيح التجارة وهي لم تقدر حتى على ضبط أبسط الأمور؟ قلت.. على الورق ربما ولكن في الواقع المافيا هي التي تحرك كل شيء. قال ناهقا.. ذكرتني بأويحيى الذي بكى وتباكى ذات يوم وقال المافيا هي التي تحكم البلاد. قلت.. الدولة أيضا تبرر فشلها بوجود هؤلاء وأتصور أن الحكومة كلها فشلت في تسيير ملفاتها فكيف ستنجح في تسيير مارشي؟ قال.. هي سياسة أخرى تنتهجها الدولة حتى تجعلنا نفكر فقط في بطوننا عوض التفكير في السياسة ومصائبها.. ترفع الأسعار حتى تبقى أحاديثنا كلها تدور حول الخبز. قلت.. كفاك هراء أيها الحمار يبدو أن الصيام قضى عليك وجعلك تهذي بكلام غير مفهوم. ضرب الأرض بحافريه حتى انزعج الغاشي الموجود في المكان وقال.. أنا لا أهذي ولكن كلامي نابع من واقع نعيشه ونراه.. لماذا لم نسمع يوما وزيرا يشتكي من الغلاء؟ لماذا لا يشتكون من السكن؟ لماذا الشعب وحده من يدفع فاتورة كل شيء؟