لم تمر زيارة الرئيس المصري مرور الكرام على حماري الذي تتبع كل أطوار اللقاء وبعدها ختمها بزيارة إلى مقهى الحي حتى يعرف انطباعات الغاشي·· وبعد إلحاح منه رافقته وشفتاي تتمتمان ربي يستر·· ربي يستر·· دخلنا المقهى·· الغاشي كعادته تائه بين كاس الشاي وفنجان القهوة ورقعة الدومينو وأغاني دحمان الحراشي·· التي تصدح في المقهى حتى يخيل لك أن المغني·· يعيش وسط الحضور·· جلسنا·· وطلبنا القهوة الداكنة المرة·· قلت له·· كل الناس منشغلة في همومها إلا أنت·· تراقب كل شاردة وواردة·· كما ترى ليس هناك مهتم بالزيارة التي تشغل بالك؟ قال ناهقا·· وما دراك؟ قلت له·· الحال أبلغ من المقال يا حماري·· نهق من جديد وقال·· وهل تعلم ما في القلوب؟ قلت له·· ليس كذلك وإنما يا حماري الناس لم تعد تنشغل باللي ''خاطيها'' بل كل همّها كيف تطرد الهم والغم من قلبها·· وأنت تعلم أنه وبمجرد ذكر جماعة ''الأحم أحم'' فإن الصداع يتملك الرأس·· قال·· نعم أنا معك فيما تقول على هؤلاء ولكن عندنا ثأر لديهم·· قلت له·· نعم ثأر الكرامة·· قال·· وهل هناك شيء أهم من الكرامة؟ قلت·· تريد الحق·· ليس هناك أهم من كرامة الإنسان·· ولكنه مشكور على زيارته·· نهق حماري·· ونهض من المقهى مغادرا·· كنت أظن أن المسألة سوف تأخذ بعدا من الجدل ولكن يبدو أن الأمر غير مهمّ···