ماذا يمكن لنا أن نفهم من تصريح الوزير الأول، حينما يقول أن المال أصبح يحكم في الجزائر بضغط من الدوائر المافياوية؟ ويواصل كلامه بأنه متألم لذلك؟ نهق حماري نهيقا مستفزا، وقال·· إذا كان هذا ما يقوله المسؤول، فماذا يا ترى يمكن أن يقول الشعب؟ قلت·· هذا معناه يجب أن نرضى بالأمر الواقع ونقبل أن يتغلغل الفساد أكثر في كل المؤسسات حتى التي يجب أن تكون بعيدة عن المافيا· قال ساخرا·· أعطني قطاعا واحدا لم يمسه الفساد؟ ولم يلعب المال القذر دوره فيه·· وهل يمكن لنا أن نسير بعقلية بعيدة عن الرشوة والمحاباة وغيرها من الأمور؟ قلت·· لكن الغريب في تصريح السيد أويحيى، أنه يؤكد علمه ويقينه من كل هذا، هو وغيره من المسؤولين فشلوا في قطع رأس هذا الفساد؟ قال ناهقا·· معناها سلّموا بالأمر الواقع وجعلوا عنق الدولة تحت سيف الفساد ولا يملكون سوى التصريح بأن ''الله غالب''· قلت·· هذه الجملة هي التي أخذت البلد إلى الهاوية، وجعلت التسيب والهوان يسيطر على المؤسسات التي يعرف مسيروها من البداية أنّ لا رادع يمنعهم خاصة إذا اكتفى المسؤول بالقول أنه ''يتألم''·· هل يكفي الألم لقطع دابر الفساد؟ قال حماري وهو يضرب الأرض بحافريه·· ضع أصبعك حيثما شئت لن تجد سوى ما يجعلك تتأكد أنه فعلا البلد لن يعود لأصله، وابدأ بالسياسة التي تسوّست على يد المافيا المالية وقطاع التربية أيضا الذي أصبح ''طاق على من طاق'' بفضل المافيا أيضا، أما بالنسبة للاقتصاد فحدث ولا حرج لا يمكن أن تتصور مؤسسة اقتصادية تسير بما ينص عليه القانون· قلت·· هل تظن أن هذا أيضا مبرمج مثل ما تم برمجة كل شيء في هذا البد؟ نهق نهيقا مخيفا وقال·· قدرنا المافيا المالية التي تبيعنا وتشترينا حسبما تريد وسواء كان الأمر مبرمجا أو لا·· فإن العبرة بالنتيجة وحال البلد يخبرك عن وجهه الحقيقي الذي يبدو بائسا، يائسا وتعيسا ومع ذلك لا يجد من يبكي عليه سوى تصريح أويحيى الذي يكتفي بالألم دون شيء آخر·