وضع حماري رجلا على رجل وجلس أمام صينية مملوءة بقلب اللوز والزلابية والقطايف وغيرها من المشروبات الكثيرة وقال.. لست أفهم لماذا هذه الشكشوكة السياسية التي تحدث؟ قلت ضاحكا.. ربما السلطة تريد أن تتسلى قليلا. قال ناهقا.. وهل التسلية تكون بهذا الشكل؟ قلت ساخرا.. هي تتسلى مثلك تماما أنت تضع كل الحلويات والمشروبات وتريد أن تخلطها في كرشك الكبير وهي كذلك. قال.. إذا ما يحدث في حمس والأفافاس مجرد تسلية سياسية؟ نهق نهيقا مخيفا وقال.. يا خوفي لو كان الأمر كذلك؟ قلت.. يمكن أن تتصور أن هذه الخالوطة مجرد لعبة أو مضيعة للوقت فقط؟ قال.. في بلادنا يمكن أن تتصور أي شيء وأسوء شيء لأن السلطة في حد ذاتها لا تعرف ماذا تريد وقد ظلمها من يقول غير ذلك. قلت مستغربا.. أنت؟ أنت أيها الحمار تدافع عن السلطة وتلتمس لها الأعذار؟ قال ناهقا.. لست أدافع ولست ألتمس الأعذار ولكن هذا هو الواقع.. صمتنا وانغمس حماري في التهام قلب اللوز بشراهة حتى خلته اختنق من كثرة الأكل ولكن قال.. الحياة حلوة مثل هذه الحلويات ولكن لا ندري من ينغصها علينا؟ قلت... المنغص الذي ينغص على الجميع. قال ناهقا.. أريد أن أرى كيف يقضي أبو جرة أيامه بعد الذي حصل؟ قلت ساخرا.. سيكون مزاجه سيئا للغاية. قال.. سيلعن اليوم الذي تحالف فيه مع السلطة التي ظنها كرمة سخية وإذا بها مجرد مصلحجية تسلت به لوقت معين ورمته مثل العظم. قلت.. دعك من النميمة والسياسة ودع أبو جرة في حاله فالرجل في موقف لا يحسد عليه ولكن مع ذلك الشه فيه.